قال الله تعالى
وجعلنا من الماء كل شيء حي
سورة الأنبياء الآية 30
وقال تعالى
أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون
دعا الله سبحانه وتعالى عباده إلى الإيمان به وعبادته حق العبادةوتوحيده خالصا بيقين ثابت على أن لا فعال ولا متصرف إلا إياه ما يلجؤهم إلى الإنابة اليه والتضرع له وحده طلبا للعون والبركة منه فقط
وان تشرعنا بالاستعانة بالأسباب والوسائط دون
التوكل عليها
فيسر الله لنا الحرث لتخرج الثمار والزرع والأقوات مما هو من الضرورة والحاجة والمصالح التي لا يقدر العباد على احصائها أو شكر الله حق شكره وأداء حقها
فنبهنا الله سبحانه وتعالى حتى يوقضنا من العجب والكبر والتكبر ونفي ضمير الأنا لكي لا نتشبه بابليس
أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
سورة الأعراف الآية 12
ولا بقارون
انما أوتيته على علم عندي
سورة القصص الآية 78
ولا بفرعون
أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي
سورة الزخرف الآية 51
وتذكيرا بمنه وفضله
، فقال
أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون
أي: أأنتم أخرجتموه نباتا من الأرض؟
أم أنتم الذين نميتموه؟
أم أنتم الذين أخرجتم سنبله وثمره حتى صار حبا للحصد وثمرا ناضجا للفطف؟
أم الله الخالق البارئ المصور الذي انفرد بذلك وحده
وأنعم به عليكم؟
وغاية ما فعلت يا انسان أنك حرثت الأرض وشققتها وألقيت فيها البذر
و لا علم عندك بما يكون بعد ذلك،
ولا قدرة لك على أكثر مما فعلت
بل إن ذلك الحرث معرض للأخطار لولا حفظ الله ورعايته
والا لجعله الله كما قال في الاية حطاما
أي: فتاتا متحطما، لا نفع فيه ولا رزق،
فصرتم بسبب جعله حطاما، بعد أن تعبتم فيه وأنفقتم النفقات الكثيرة تفكهون أي: تندمون وتحسرون على ما أصابكم، ويزول بذلك فرحكم وسروركم وتفكهكم
فتقولون: إنا لمغرمون أي: إنا قد نقصنا وأصابتنا مصيبة
وحينها
تعرفون بعد ذلك من أين تسلل اللعين لينسيكم فضل الله ومنته فيحل الخسران
والحرمان لا قدر الله
عوض نيل رضاء الله بشكره وحمده على أن لا زارع الا هو ولا مكمل ومنم الا هو
ولا مبق ومحافظ عليه من ارسال الآفات إلا هو. هو
.هو. هو
لسعد بنعيسى الوداني
كاتب وشاعر. تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق