(على أَبوابِ عامٍ جَديدٍ)
تَتبَدَّلُ الأَرقامُ في الأَعوامِ
وَبِها يَظَلُّ تَشابُهُ الأَيَّامِ
الشَّمسُ تُشرِقُ مِثلما في عامِها
الخَالِي وتَغرُبُ قَبْلَ زَحفِ ظَلامِ
كُلٌّ يُؤَدي دَورَهُ بِتَمامِ
والغَيثُ يَهطُلُ كَي يُوَفِّرَ قُوْتَنا
والوَردُ لايَنفَكُ عَنْ إِلهامِ
يُهدي مَحاسِنَهُ وَطِيبَ عُطورِهِ
وَيُعِيْدُ وُدَّاً بَعدَ طُولِ خِصامِ
وتَظَلُّ في الأَنسامِ رِقَّةُ طَبعِها
والطَّيرُ لا تَحيا بِلا أَنغامِ
والرَّوضُ يَطفَحُ بِالجَمالِ وبِالهَوى
والبَدرُ يُغري شاعِراً بِغَرامِ
والبَحرُ يَفتَحُ صدرَهُ لِهُمومِنا
ويُحيلُها رَوضاً مِنَ الأَحلامِ
تَتَبَدَّلُ الأَرقامُ في الأَعوامِ
أَفَلا نُبَدِّلُ كُرهَنا بِوِئَامِ ؟
وَنَرى سَعادَتَنا بِإسعادِ الورى
وتَبادُلٍ لِلْعَطفِ والإِكرامِ ؟
وَنُحِسُّ في ظِلِّ القَناعَةِ لَذَّةً
تَشفي الَّذي في النَّفسِ مِنْ أَسقامِ
هَيا بِنا نَسعى لِنَبذِ عُيوبِنا
تِلكَ الَّتي هِيَ مَصدَرُ الآلامِ
هَيّا فَشَرُّ النَّاسِ عائِبُ غَيرِهِ
وعَنِ العُيوبِ بِطَبعِهِ مُتَعامِ
هَيَّا بِنا نَنْسى العَداوَةَ والأَسى
وَنَعِيشُ عامَ مَوَدَّةٍ وَسَلامِ
عَاماً بِإِذن اللهِ سَوفَ يَزِيدُنا
وَعياً فَنَحيا أَجمَلِ الأَعوامِ
كُلُّ الَّذي في الكَونِ فاضَ مَحَبَّةً
مِن نافِخِ الأَرواحِ في الأَجسامِ
لا شَيء في الدُّنيا تَغَيَّرَ إِنَّما
المَرءُ غَيَّرَ سُنَّةَ العَلامِ
فَسعى إِلى ظُلمٍ وَبَثِّ عَداوةٍ
وَأَثارَ أَلفَ ضَغِينَةٍ وَصِدامِ
ورَأَى السَّعادةَ في اكتِنازِ دَراهِمٍ
وَرَأَى المُنى في شَهوَةٍ وَطَعامِ
وَتَجاهَلَ الجَوعى وأَدمَنَ عِشقَهُ
لِلذَّاتِ لو أَدَّى إِلى الإِجرامِ
ماعادَ يَشعُرُ بِالوَرى مِنْ حَولِهِ
أَو عادَ يَشبَعُ جُوعُهُ المُتَنامِيْ
هَلْ راشِفٌ من ماءِ بَحرِ يَرتَوِي؟
ياوَيْحَهُ فِيْ شُربِهِ مِنْ ظَامِي
تَتَبَدَّلُ الأَرقامُ في الأَعوامِ
وَنُعِيْدُ ماعِشناهُ مِنْ أَوهامِ!
شعر ؛ زياد الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق