مناجاة طيف الحبيب
الروح يعانـق جيد الــرغبْ°°°ينافس فيــه عقــــــود الذهـبْ
السرو يغـار من قد القــــوام°°°قد حيــره القــــــد يا للعـجـبْ
بذاك تــــــــراه للقـــد انحنى°°°يقـــــدم فرضا عليـــــه وجبْ
البدر يغار من نـور الجبيــن°°°فدبَّــرَ اختفاءه خلـف السـحـبْ
أقـــدم قلـبي وملــــؤه حــبي°°°عربون الوفاء لروح المُحَــبْ
اعتراني الهزاز لما ابتسمت°°° بجسمي وكان رضاها السببْ
وبـــرد السـلام يجلبـــب قلبي°°°لما أيقن الحـظ منها واقتـربْ
الوصــل يهيئ جنـــة خلــــــد°°°لـروحي ونهـر الوداد يصـبْ
العين كمفعول بنــــت الدوالي°°°للعقل انتشاء وأســـــرًا للّــبْ
أصحبيَّ عفوا فقــد ضاع مني°°°حجاي وقلبي يكـــاد يثـِـــــبْ
وهل يقف الحسن عند السمات°°°الحسن يُزِينُ الحياء والأدبْ
ويزدان بالحســـن لما يعــــود°°°للأصل الرفيع كريم النســبْ
اليوم الفــــؤاد إليــها يتـــــوق°°°فهي الآمـــــــال وهي الأربْ
فيا رب حقــــق بهــا غايــتي°°°فقرب أميــــرتي أقصي طلـبْ
قال تعالى :وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (سورة الروم آية21)
كلامي يوجه إلى الشباب من الجنسين رغم أنني لا أدعي تعليمهم وإرشادهم لأنهم لا يعلمون، إنما أقول لهم نصيحة للتذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين ذكرى يمكن أن يفيدوا منها في مقبل الأيام وطول العمر،وهي أن الحب ليس نزوة عابرة لتمضية بعض الوقت ، بل هي عهد والتزام وعزم على ترك أثر محمود يذكر فيشكر وأول ذلك الجيل السوي المتوازن المفيد.
أذكر بالاعتماد على الآية الكريمة المذكورة وعلى الفكر الذي صغته في أبيات القصيد أعلاه أن الحب والود الحقيقي منزه من الوقوع تحت طائلة المظاهر الفسيولوجية والرغبات المادية والمصالح الآنية (رغم أنها محببة وتجاري الطبيعة ولا يمكن إغفالها) هذه المظاهرالتي تتغير بتغير الدهر وتقلبات الأيام والليالي حيث تمثل رداء الثلج الذي يكسو القمم في فترة من الوقت ثم يذوب لما تظهر شمس الحقيقة، وللأسف الشديد فبعض الشباب من الجنسين تأثروا بما هو خارج عن قيم وتقاليد مجتمعاتهم تراهم يلهثون وراء قيم مستوردة اغلبها سطر من طرف أعداء الشعوب لتدميرها وتفكيكها وأسوا موجة آتية من الغرب وعملائه قصد التعمية والتخريب، رغم إن هذا الغرب لا زال بعضه يطبق نص الآية في الحياة كما لو أنه يؤمن بها. بالغ البعض في مجتمعاتنا وغالوا في الاستهانة بالرابطة المقدسة وجعلوا منها فورة موسمية سرعان ما تخبو ويحل مكانها التنافر وحتى التباغض. ولحسن الحظ ففي بعض مجتمعاتنا التي لم تتأثر بالموجات المذكورة خاصة في المجتمعات الريفية وكذا بعض المجتمعات الغربية نرى الشيخ والشيخة في سن الثمانين في توادد وتراحم وإقبال على الحياة وكأنهما في سن العشرين.
الارتباط موثق وعهد جعله الله سكنا وسكينة ورحمة ومودة وتكامل وتضامن، والهدف الأسمى هو الجيل الجديد ،خلق وتربية وإعداد للحياة.وهذا كله لا يستقيم ويتم إلا في جو الحب والمودة والصفاء،ونظرا لكل ما ذكر وتمشيا مع القول المأثور :اختاروا الرفيق قبل الطريق .ديننا الحنيف يدعونا لاختيار الرفيق الأمين الذي سنسافر معه في رحلة العمر، التي سنلاقي فيها اليسر والعسر وسنكابد المشاق ، ولا تذلل كل الصعاب ألا بالمودة والرحمة والسكينة.
في عدة آيات حدثنا الله عن فضيلة الوفاق والرفق وشدد الأمر بالوفاء بالعهد والوعد، وأداء الأمانة أحسن الأداء بالصدق في القول والإخلاص في العمل، وهي الصفات التي تؤدي إلى الأمان والاستقرار والسكينة ، التي تنعكس آثارها على الشريكين أولا، وتتعداهما إلى الجيل التالي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أوصانا باختيار الرفيق حفاظا على الأجيال اللاحقة.اللهم وفقنا وأعنّا مع من اخترنا لسلوك الدرب وتذليل الصعب آمــــــــين .
أحمد المقراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق