في قصيدة "لا تحزن" للشاعر التونسي يوسف بلعابي، نقرأ صوتًا شعريًا حميمًا يفيض بالتعاطف والنصح، موجّهًا إلى صديق أثقلته الهموم. يبدأ الشاعر بأسلوب مباشر، يمزج بين العتاب الحنون والدعوة الصادقة للنهوض من الحزن، وكأننا أمام مناجاة أو خطاب وجداني يحمل بُعدًا إنسانيًا عميقًا.
اللغة بسيطة لكنها مشحونة بالعاطفة، تخاطب القلب قبل العقل، وتستند إلى حكمة إيمانية واضحة. نلاحظ حضورًا قويًا للتفاؤل كمفهوم روحي وحياتي، يتجلّى في الإشارات المتكررة إلى الصبر، إلى نور الفجر بعد ظلمة الليل، وإلى الربيع بعد قسوة الشتاء. هذه الصور تمنح القصيدة طابعًا حركيًا من الألم نحو الأمل، من السكون نحو النهوض.
القالب الشعري حرّ، خالٍ من الوزن التقليدي، لكنه مشبع بالإيقاع الداخلي الناتج عن التكرار والمقابلات اللفظية، مما يمنحه وقعًا موسيقيًا هادئًا ينسجم مع طبيعة النص الوجداني.
"لا تحزن" ليست فقط قصيدة مواساة، بل هي رسالة حياة تُضيء درب كل من أثقلته الأيام.
مع تحيات الشاعر محمد الوداني
*******
*لا تحزن*
لا تحزن يا صديقي
ما فادك عيش على كمد
لا تضع يدك على خدك
ولا تفكر كثيرا
ولا تحمل كوابيسا وهموما
أكبر منك
فاقت حمل الجبال والرواسي
أرجوك تفاؤل
ألا تعلم
إن الله أمرنا بالصبر؟
ألا تعلم
إن بعد ليل فضيع
يأتي فجر رضيع
ثم صباح بديع؟
ألا تعلم
إن بعد شتاء حزين ثقيل
يأتي فصل باسم إسمه ربيع؟
بقلمي يوسف بلعابي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق