تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي من تونس
في قصيدة "رموني بسهام الغدر" للشاعر يوسف بلعابي، نجد شكوى صادقة تنبع من قلب نقي طعنته يد الغدر، لا من أعداء ظاهرين، بل ممن عاشرهم بصفاء الروح. القصيدة تنبض بالحزن الداخلي، وتنسج صورة شاعرية لجراح معنوية لا تندمل، حيث تتحوّل الثقة إلى سهم، والمعاشرة إلى خيبة.
تكرار الضمائر والصياغة بصيغة المتكلم يُقرب القارئ من تجربة الشاعر، فيشعر أنه أمام صوت صادق يتحدث عن خيانة لم تكن في الحسبان، وعن طهارة لم تحمِ صاحبها من الأذى. إنه صوت الإنسان الشريف في زمنٍ يتبدل فيه الوفاء، ويبقى الطيب وحده يحمل ألمه بصمت.
يوسف بلعابي استطاع أن يختصر بتلك السطور القليلة مأساة من يعيش بنقاء في عالم لا يرحم، وجعل من وجعه لحظة شعرية تمسّ القلب وتوقظ الإحساس.
مع تحيات رئيس مجلس الادارة
*************
*رموني بسهام الغدر*
رموني بسهام الغدر
أصابوا الظهر والصدر
وبت في الأنين والكدر
والحمى و الآلام تكسوني
أكاد من جراحها أحتضر
يا ويل قلب عاش في الطهر
لا يعرف غدرا ولا خبثا ولا مكرا
إذا عاشر عبدا يصافيه لا يتغير
لا يخون لا يتبدل على مدى الدهر
بقلمي يوسف بلعابي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق