الخميس، 29 مايو 2025

تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي من تونس

 تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان البوادي حمدي من تونس

في قصيدة "رموني بسهام الغدر" للشاعر يوسف بلعابي، نجد شكوى صادقة تنبع من قلب نقي طعنته يد الغدر، لا من أعداء ظاهرين، بل ممن عاشرهم بصفاء الروح. القصيدة تنبض بالحزن الداخلي، وتنسج صورة شاعرية لجراح معنوية لا تندمل، حيث تتحوّل الثقة إلى سهم، والمعاشرة إلى خيبة.
أسلوب الشاعر يتسم بالبساطة والوضوح، لكنه يحمل شحنة وجدانية عالية. يعتمد على التوازي بين صور الألم الجسدي والروحي، إذ لا يتوقف عند أنين الجسد، بل يذهب إلى عمق النفس المجروحة التي "لا تعرف غدرا ولا خبثا"، ما يُضفي على النص نبلًا داخليًا.
تكرار الضمائر والصياغة بصيغة المتكلم يُقرب القارئ من تجربة الشاعر، فيشعر أنه أمام صوت صادق يتحدث عن خيانة لم تكن في الحسبان، وعن طهارة لم تحمِ صاحبها من الأذى. إنه صوت الإنسان الشريف في زمنٍ يتبدل فيه الوفاء، ويبقى الطيب وحده يحمل ألمه بصمت.
يوسف بلعابي استطاع أن يختصر بتلك السطور القليلة مأساة من يعيش بنقاء في عالم لا يرحم، وجعل من وجعه لحظة شعرية تمسّ القلب وتوقظ الإحساس.
مع تحيات رئيس مجلس الادارة
*************
*رموني بسهام الغدر*
رموني بسهام الغدر
أصابوا الظهر والصدر
وبت في الأنين والكدر
والحمى و الآلام تكسوني
أكاد من جراحها أحتضر
يا ويل قلب عاش في الطهر
لا يعرف غدرا ولا خبثا ولا مكرا
إذا عاشر عبدا يصافيه لا يتغير
لا يخون لا يتبدل على مدى الدهر
بقلمي يوسف بلعابي تونس
كل التفاعلات:
١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...