الأشياء الجميلة تمضي ولاتبقى وقتا طويلا
بقلمي جمال القاضي
لماذا نشعر بقصر لحظات السعادة وطول غيرها ؟
كلنا يمر في حياته بمواقف ، هذه المواقف منها مايسعدك ومنها مايحزنك ، ليس الموقف ذاته صاحب الأثر ، لكن المسئول عن جملة النتائج هو من كان في هذه المواقف ويمثل تفاصيل أحداثه ، وقد تكون هذه المواقف معنوية أو مادية ، فالمواقف المعنوية ربما تكون عبارة عن خبر تسمعه ، ويسرك سماعه أو قد تحزن لما كان خلف كواليسه ،
ترتبط المشاعر بالمكان ، فلو كنت سعيدا حين تعرضت للموقف السعيد ، سيصبح هذا المكان من أجمل الأماكن على قلبك ، فتذهب إليه لتشعر بالسعاده حين تجلس متذكراً كل ماكان فيه ، وكأن الحدث يتكرر للمرة الثانية ، لكن هذه المرة يتكرر عبر دوران شريط الذكريات الذي يحمله مخك ،
وعلى العكس تماما لو كان الموقف يحمل رد فعل نتيجته كان الحزن ، حينها تكره كل ماكان متواجدا فيه وفي لحظة حدوث هذا الموقف ، من توقيت أو مكان ، بل قد يكون لإنسان صادف تواجده لحظة الحدوث ، حينها سترى أنت الموقف وكأنه يحكى على وجوههم ، تراه مرسوما بكل تفاصيله ، تراه أيضا على كل بقعة أرض كانت في نفس مكان الحادث ، لتتكرر نفس التفاصيل بمجرد المرور من هذا المكان أو لمجرد رؤيتك لشخص ما كان متواجداً أو حتى لتكرار التاريخ والشهر .
والغريب أننا نشعر أن الأشياء الجميلة في حياتنا من مواقفها الحسنه ذات طابع السعادة بأنها لاتبقى معنا ولاتمكث كثيرا ، ليس لقصر زمانها وقت الحدوث ، فقد يكون زمن الحدوث أطول في المواقف السعيدة عن غيرها ، لكننا لجاذبية مافيها واستحضار كل مشاعرنا ومافيها من إثارة قد سيطرت جميعا على حواسنا دون تشتت ، وكأنك تجلس مشاهداً وبإصغاء لأحد الأعمال الدرامية التي تشبه تفاصيل حياتك أو بيئتك التي تعيش فيها وكأنها تحكيها تفصيلاً .
إنه الشعور يجعل لبعض المواقف طولاَ ، ولغيرها قصراً
حتى تجعلنا في النهاية حين نتعرض لها قائلين اغتنم لحظات السعاده فإنها لحظات قصيرة ولاتدوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق