الأحد، 4 فبراير 2024

قَصِيدَتَا وَرَائِعَتَا لميس الزين ومحسن عبد المعطي محمد عبد ربه يَا دُمْيَةً بِفَمِ الزَّمَانِ تَأَلَّقْتْ

 قَصِيدَتَا وَرَائِعَتَا لميس الزين ومحسن عبد المعطي محمد عبد ربه يَا دُمْيَةً بِفَمِ الزَّمَانِ تَأَلَّقْتْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
{1} الدمية
بقلمي اَلقاصةُ السورية القديرة / لميس الزين
ما إن حطَّتْ به الرحال في تلك الجزيرة، حتى لفت انتباهه دمية بحجم إنسان، وقد أُجلِستْ على مقعد في الساحة . مرَّ رجل فقال لها :
ـ صباح الخير أيتها الدمية .
وقف مذهولا يتٲمل المشهد فإذا بآخر يومئ قائلا :
ـ سلامٌ عليك أيتها الدمية .
طفل يلعب الكرة وحيدا، يقذفها باتجاه الدمية، ثم يركض إليها ليعيد رميها لنفسه نيابة عنها .
فتاة يافعة جلست بقربها تأكل شطيرة، تقضم لقمة ثم ترفع يدها إلى فم الدمية .
لبث لوهلة يرقب من بعيد، فإذا بكلِّ من يعبر الساحة يلقي عليها السلام أو يحدثها أو يجالسها.
اقترب من رجل وسأله:
– ما هذه الدمية؟ ولِمَ يعاملها الجميع وكأنها من لحم ودم؟ رمقه بنظرة استهجان ونهض سائرا .
سيدة باسمة الوجه شجَّعته بشاشتها على تكرار المحاولة:
ـ ما قصة الدمية؟ سألها بصوت خفيض . فاقتضبت ابتسامتها، قطَّبتْ جبينها ومضت .
في يوم لاحق اصطدم به مجذوب مهلهل الثياب، حتى كاد يطيح به أرضا. أخذ ينفض له الغبار عن ثيابه آسفا .. فسارع للإفادة من الموقف :
– لا عليك .. لكن قل لي ما قصة تلك الدمية ؟.. بسرعة تحوَّلت ابتسامته البلهاء إلى عبوس وهو يهرول بعيدا دون أن يجيب.
أيقن أن لوثةً قد عصفتْ بعقول أهل الجزيرة رجالا ونساء، صغارا وكبارا، عقلاء ومجانين؛ وما عليه إلَّا أن ينجز ما جاء لأجله، متجاهلا خبالهم، إلى حين عودة المركب الذي أقلَّْه .
شهور مضت و لا أثر للمركب.
نفد ما معه من مال، وعزَّ عليه تحصيل الزاد. حتى حار بأمره وأسقط في يده .
وكما هي عادة الأزمات؛ حين ضاقت حلقاتها، وأعياه الحل؛ انفرجت. كيف ؟ لا أحد يعلم .. لكنه شوهد في الليلة السابقة يكلِّم الدمية .
بقلمي اَلقاصةُ السورية القديرة / لميس الزين
{2} دُمْيَةُ حُبِّنَا
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
وَرِحَالُهُ حَطَّتْ عَلَى اسْتِحْيَاءِ=بِجَزِيرَةٍ تَشْدُو بِخَيْرِ الْمَاءِ
لَفَتَ انْتِبَاهَ مُؤَمِّلٍ فَضْفَاضَةٌ=هِيَ دُمْيَةٌ فِي الشَّكْلِ مِثْلَ نِسَاءِ
قَدْ أُجْلِسَتْ فِي سَاحَةٍ جَذَّابَةٍ=وَالنَّاسُ يُلْقُونَ السَّلَامَ الْحَائِي
يَا دُمْيَةً بِفَمِ الزَّمَانِ تَأَلَّقْتْ=بِالْبَاءِ ثُمَّ التَّاءِ ثُمَّ الثَّاءِ
لَمْ تَلْقَ بَعْدُ مَهَانَةً بِشَبَابِهَا=مَزْهُوَّةً بِجَمَالِهَا الْبَنَّاءِ
تَعْطِي الْأَنَامَ سَعَادَةً بِحَيَاتِهِمْ=فِي فِكْرِهَا الْمِقْدَامِ وَالْمِعْطَاءِ
تَجْتَاحُهَا الْأَنْوَارُ فِي فَخْرٍ بِهَا=تُزْهَى أَنُوثَتُهَا بِحَرْفِ التَّاءِ
أَلْقُوا السَّلَامَ عَلَى مَسَامِعِ دُمْيَةٍ=مِعْطَاءَةٍ تَغْدُو مِنَ الْأَحْيَاءِ
فَلَعَلَّهَا تَهَبُ الْحَيَاةَ أُنُوثَةً=فَتَصُبُّ فِي سِحْرِيَّةٍ وَنَقَاءِ
قَلْبٌ رَحِيمٌ يَصْطَلِي فَخْراً بِهَا=فِي نَشْوَةِ الْإِمْتَاعِ بِالْإِلْقَاءِ
تَشْدُو بِسِحْرِ قَصِيدَةٍ وَقَّادَةٍ=فَاقَتْ عَلَى الْأَلِفِ الْفَخُورِ بِبَاءِ
أَلْقَتْ عَلَى الْقَوْمِ الْكِرَامِ قَصِيدَهَا=وَرَوِيُّهَا قَدْ كَانَ حَرْفَ الْخَاءِ
حَرْفٌ يُجِيدُ تَفَاخُراً بِوِعَائِهَا=وَبِجُودِهَا فِي أُلْفَةٍ لِلرَّاءِ
أَهْلاً بِهَا مِنْ دُمْيَةٍ فِي عُودِهَا=حِبْرُ الْإِبَاءِ الْمُسْتَهَامِ الرَّائِي
اَلطِّفْلُ يَقْذِفُ بِالْكُرَاتِ مُلَاعِباً=تِلْكَ الدُّمِي بِسَعَادَةٍ الْإِرْضَاءِ
صُبِّحْتِ بِالْخَيْرَاتِ يَا بَدْرَ الدُّجَى=يَا شَمْسَ صُبْحٍ قَادِمٍ بِبَهَاءِ
فَتَيَاتِ أَرْضِكِ تَحْتَوِيكِ بِحُبِّهَا=وَتَقُومُ بِالْإِطْعَامِ دُونَ عَنَاءِ
بُورِكْتِ دُمْيَةَ حُبِّنَا وَعَنَائِنَا=خُلِّدْتِ بِالْآلَاءِ وَالنَّعْمَاءِ
بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
قد تكون صورة ‏‏‏شخصين‏، و‏‏بوستر‏، و‏فطيرة‏‏‏ و‏تحتوي على النص '‏أد الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد بدربه شاعر العالم شاعر T9 الثّلَا دتمِائة معلقة والقاصة السورية القديرة لميس الزين BAZAART‏'‏‏
كل التفاعلات:
محسن عبدالمعطي عبدربه وارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...