أنا وحفيدي . . .
والجوال
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في اليوم الرابع من شباط 2024
ويلتحقُ الماءُ بالهواءِ بتناغُمٍ رهيب فيُكَونَ الإثنانِ أُسطورةً هي كينونة الحياة , نعم ,
سوف تنعدمُ حياةٌ يشُحُّ فيها الماء بسبب الجفاف وبتلوثُ الهواء بما تُخلفه حروبٌ عِدائيةٌ مزاجيةٌ
بين جرثومية وكيمياوية الغاية منها تدميرُ الحياةِ .
وبتقادم الزمن سوف يحتاج إنسانٌ بِضرورةٍ مُلِحةٍ أن يداوي جراحه ويخفِفَ من آلامِهِ
فكان هناك طلبٌ بِإيقاعٍ تسارعيّ لما يمكن ان ِيساعدهُ على إيقاف النزف وتضميد الجراح ومثلها تسكينُ الالام
فاختُرِعَ شيئٌا اسمُهُ الدواءُ .
لن تتوقف الحياةُ ألآدمية يوما عن طلب المزيد من المكملات كي يؤهلها للمضي وممارسة رسالتها الأنسانية ,
إخترع ذوي العقول يومها مركبةُ وأتبَعوها بالقطار وأعلنت الباخرةُ قلوعها فوق الماء والطائرةُ فيما بعد إقلاعها
ورحلتها عبر الاجواء .آلآلافُ من الإختراعات توالت بعدها فهي حاجاتٌ مُلِحةٌ أعلنت بِإصرارٍ حضورها وهي
جميعها على أهِبةِ الإستعداد لخدمة هذا المخلوق البشري الذي تتباهى به الأرض بين
جميع مخلوقاتها لأنه يحملُ . . عقلاً .
ولا سبيل لِإحصاءِ المنافع التي أبدعتها أيادي ألانسانية لخدمة سليلها الإنسان
هاهو ذا الجوالُ يُعلن بكل زهوٍ حضوره ألآسِرِ بين تقنياتٍ لا حصر لها ,
أنا أرى وأنتم ترون مثلي أن لا سبيل للإنكار أن المدعو جوالًّا هو الجهاز الأهم
بين ما موجود من أجهزة الكترونية على يومنا هذا , إنه يختصر الجهد والمسافات ,
فوائدهُ جَمّةً لا حصر لها , ولكن ْ. .
ليس لهُ أمان في جميع المراحل العمرية لِلإنسان , سوف لن نتجاوز الكبار في أذيته إن هو أُسيئَ استخدامه ,
وإن كان لابد من المقارنة بين محاسن الجوال ومساوئه فالحق يقالُ بأنه يتفوق بميزاته وجليلَ خدماته
على بضعة مساوِئِهِ تلك التي يقترفها ألقليل من البشر في غفلة من غياب الفطنة والتدبر .
صُرتُ أخشى أن أُكلم حفيدي محمود وتوقفتُ عن تأنيبه وأقلعتُ عن نصحه بأن يُخفف من كثرة مُعاقرتهِ للجهاز
خشية ان يُبَيِتَ لي بعض كُرهٍ وأنا الذي يتوسمُ فيه المحبة والاحترام .
إنه صلِفٌ ومتعنتٌ إلى أبعد حد . يسهر حتى السادسة صباحاً قابضأ على الجهاز بيديه
وعينيه وحتى بحاسة الشم لديه , نَصحتُ أبيه وأمه ألأّ يُكثروا عليه موشحات اللوم والنُصح
ففي المبالغ منها سيكون هناك ردة فعلٍ عكسية ربما لا تحمد عقباها ,
هو الجهاز الأسمى بين جميع المسميات لم يُصنع من أجل اللهو وتضييع الوقت ولكنه خُلق لخدمة الانسان
اولا ولم يتواجد الجهاز من اجل تسليةٍ تافهةٍ هي لعبة البوبجي سيئة الصيت , اللعبةُ الآثمة التي كانت سببا في
أن يتخلف حفيدي في الدراسة ويُخلفَ وراء ظهره ثلاث سنوات عجافا فشلا مُحبِطاً متتاليا .
إنصحوا أيها الكرام اولادكم توددًا ولا تذهبوا الى طريقة النصح تعنيفًا , فالصغار وحتى الكبار لن يستسيغ احدهم أن
يُمارَسَ ضده أيّ نوع من التشدد والاضطهاد والتعنيف ,
باللينِ وبرحابة صدرٍ وحلاوة لسان يمكن ان نداري صغارنا ننصحهم ونصارحهم , حينها سوف نتذوق حلاوة تقبلهم لنصحنا وتغيير الوضع
لصالحهم و. . . ولصالحنا . .
وعد الله حديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق