الاثنين، 12 فبراير 2024

أَتَانِيَ المَشِيبُ

 أَتَانِيَ المَشِيبُ

أَتَانِيَ قَبْلَ الشَّبابِ المَشِيبُ
وشَمْسُ حَياتِي بَكَاهَا المَغِيبُ
بِفِكْرِي ابْتُلِيتُ بِفِكْرِي وحِسِّي
فَباتَ الجُنُونُ لِعَقْلِي يَطِيبُ
وَأَضْحَى العَناءُ رَفِيقَ دُرُوبِي
وبالهَمِّ صَاغَ خِلالِي النَّحِيبُ
أُسَائِلُ نَفْسِي تُرَي أيْنَ نَحْيَا؟
ويَا لَيْتَ شِعْري تُرَي مَنْ يُجِيبُ؟
فَهَذِي الحَياةُ جُنُونٌ وسُخْفُ
وحَالُ الخَلائِقِ حَالٌ عَجِيبُ
وكُلُّ الأُمورِ إلَي الضِّدِ آلَتْ
فَحَارَ الحَليمُ وجُنَّ الأَرِيبُ
كَأنِّي بإبلِيسَ يَجْثُو ذُهُولاً
لِمََكْرِ ابنِ آدَمَ.. هَذا الرَّهِيبُ
سَئِمْتُ الحَياةَ وزَيْفَ الحَيَاةِ
فَحُلْوُ الحَياةِ مَرِيرٌ رَجَاهُ
ومَا مِنْ أَمَانٍ لِكَيْدِ اللَّيالِي
و ما مِنْ وَفاءٍ فَيُرْجَى سَناهُ
وكَمْ مِنْ قَتِيلٍ بِكَأْسِ الرَّجَاءِ
و كَمْ مِنْ سَفِيهٍ أَتَاهُ مُنَاهُ
وما مِنْ صَدِيقٍ صَدُوقٍ تَرَاهُ
و ما مِنْ نَدِيمٍ يَدُومُ صَفَاهُ
ومَنْ لا يُسَايِِسُ كُلَّ الأُمُورِ
بِرَغْمِ الهُرَاءِ يَدُومُ شَقَاهُ
ومَنْ لَمْ يُداوِ بِمُرِّ النِّفَاقِ
يَعِشْها وَحِيداً يُدَاوِ أَسَاهُ
وحُكْمُ المَصَالِحِ بَاتَ الأَمِيرَ
ومَنْ لاَ يُدَاهِنُ خَابَتْ خُطَاهُ
أَرَانَا وقَدْ طوَّعَتْنَا النُّفُوسُ
فكُلُّ الذِّي تَشْتَهيهِ مُبَاحُ
فَمَاتَ الضَّمِيرُ وضَلَّ الأَمِيرُ
وسَادَ الفَسَادُ وغُلَّ الصَّلاَحُ
فَضَاقَتْ عَلَيْنا الحَيَاةُ وضِقْنا
وعِرْضُ الحُقُوقِ بِفُجْرٍ يُباحُ
وضَاقَ الكَبِيرُ بِحُلْمِ الصَّغِيرِ
فَرَاحَ بِحَيْثُ رَمَتْهُ الرِّياحُ
ومَنْ لَمْ يُقَاتِلْ لِكَيْ ما يَكُونَ
فَلاَ لَنْ يَكُونَ وَحَتْماً يُطَاحُ
فَإنَّ الحَيَاةَ صِراعُ نُفُوسٍ
ومَنْ لا يُصَارِعُ..عِرْضٌ مُبَاحُ
ومَا مِنْ مُرُوءَةِ مَا مِنْ إخَاءٍ
كَأَنَّا بِلَيْلٍ عَدَاهُ الصَّبَاحُ
سَألْتُ عَنِ الحَقِّ أهْلَ الحُقُوقِ
فَكَانَ لِكُلٍّ جَوابٌ رَآهُ
وكُلٌّ يَرَى الحَقَّ فِيمَا يَرَاهُ
ورَأْيُ النَّظِيرِ قَصِيرٌ مَدَاهُ
كَذا العَدْلُ و الفَضْلُ حتَّى الضَّمِيرُ
يَراهُ الجَمِيعُ بِعَيْنِ هَوَاهُ
فَمَاذَا بِأهْلِ الهَوَى وَالضَّلاَلِ
ونَحْنُ بِعَصْرٍ عَلاَهُ طُغَاهُ
أَضَاعُوا الحُقُوقَ فَضَاعَ الأَمَانُ
أضَلُّوا وضَلُّوا بِزَعْمِ رِضَاهُ
أَمَاتُوا الأَمَانِي وحُلْوَ المَعَانِي
وحُلْمُ الرَّبِيعِ الخَرِيفُ أَتَاهُ
أَحَالُوا الحَيَاةَ لِبَحْرٍ كَرِيهٍ
فَمَا مِنْ صَغِيرٍ يَطُولُ بَقَاهُ
نَعِيشُ بِدُنْيَا بَنَاهَا اللِّئَامُ
بِجَهْلٍ وظُلْمٍ ونَحْنُ نِيَامُ
فَلاَ عَدْلَ فِيهَا ولا حَقَّ يَعْلو
خَسِيسٌ يُفَدَّا وحُرٌّ يُضَامُ
نُسَاقُ قَطِيعاً إِلَى حَيْثُ شَاءَ
سَفِيهُ المَرَاعِي... عَليهِ السَّلاَمُ
وما مِنْ رُجُولَةِ ما مِنْ مُجِيرٍ
يُجِيرُ ضَعِيفاً رَمَاهُ الزِّحَامُ
وكَمْ مِنْ طُمُوحٍ دَفينُ التُّرابِ
وكَمْ مِنْ ضَحَايَا طَواهَا الظَّلاَمُ
ونَحْنُ سُكَارَى سُقِينا الهُمُومَ
كَأنََّا وُلِدْنَا وفِينَا اللِّجَامُ
كَأنَّا جُبِلْنَا علَى الذُّلِّ.. طَبْعاً
وحَتَّى المُذِلُّ لَنَا لاَ يُلاَمُ
أيَا لَيْتَ أنَّ القَوَافي تُوَافِي
فَحَتَّى القَوافي يَئِسْنَ حَيَارَى
وأمَّا المَعَانِي فَأيْنَ المَعَانِي
سَبَاهَا الضَّلاَلُ فَهُنَّ أُسارَي
أضَعْنا الأُصُولَ فَلا خَيْرَ فِينا
فَتاهَتْ عُقُولُ الإبَاءِ سُكارَى
رَضِينا الحَياةَ علَى أَيِّ حَالٍ
فَراحَتْ ظَلاَماً أَطَاحَ النَّهَارَ
وهَانَ العَزِيزُ عَلَيْنا فَهُنَّا
و عِرْضُ الرِّجالِ أُنيخَ جَهَارا
وأرْضُ العَقِيدةِ دِيستْ بِلُؤْمٍ
ونَحْنُ بِِطَوْعٍ شَرِبْنا المَرارَ
أنَخْنا الجِباهَ لغَيْرِ العَزيزِ
فَعَزَّ القُرُودُ وداسُوا الدِّيَارَ
______________
محمدامام
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نظارات‏‏
كل التفاعلات:
محمد التميمي و٢٣ شخصًا آخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...