الخميس، 29 فبراير 2024

يا خادم الحرمين كيف وجدتنا

 يا خادم الحرمين كيف وجدتنا

في الجنة الخضراء أم بجهنما
يا عابد الحرمين كيف ببيتكم
أتسجدون لبعلكم إن أقدما
وتتركون من الخلائق كلها
في ملكه ببن الأراضي والسما
يا عابد الحرمين كيف جوابكم
وهل رضيتم بالخساسة مغنما
مالي أراكم صاعدون لربكم
وقد اتخذتم أهل غزة سلما
فكل من في الأرض يلعن آلكم
وكأنما الشيطان فيكم قيما
قال السديس على القضية فتنة
وكأن غزة لم تكن أرض الحمى
أفسدت يا ذاك السديس صلاتنا
فأنت أهل أن تحاط وترجما
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أن الدين فيك تحطما
أو ماترى أن القيامة أقبلت
والجمع راح لموته كي ينعما
وأنت في بلد الرسول منافق
وفي متون الشر صرت معلما
البرد أذن في الصوامع جهورا
والجوع صلى بالصغار وسلما
والموت يأخذ كل حين جثة
يرمي بها للقبر كي يتسلما
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك لست قط مسلما
سالت دماء المسلمين كأنما
تلك الدماء بحيرة أو نبع ما
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك في الحقيقة مجرما
نطقت صخور الأخشبين فأسمعت
من في الحجاز نكاية وترحما
بالأمس كنت مثرثرا وصدعتنا
وقلت قوموا للصلاة مهمهما
واليوم ما كلفت نفسك دعوة
وكأنما انت الأصم الأبكما
يا عابد الحرمين إنك ميت
فمت عزيزا شامخا ومكرما
ما آن قول الحق عند مليككم
أم أن قول الحق مر ربما
تتلوا علينا مثانيا سبع و قد
أسرفت في المغضوب عنهم مغرما
يا خادم الحرمين خاب جواركم
وجوار من فيكم يبايع مقسما
لهو الرياض سياحة ولربما
أفتيتموه كفرض عين ملزما
وكل من يعصى الأمير خوارج
والسجن أولى للخوارج بلسما
يا عابد الحرمين كيف جوابكم
وهل لدى المفتي يقينا محكما
لو كان عمر بن المغيرة بينكم
ما خان غزة والعروبة سلما
ما كان للشيطان عونا عن أخ
أو كان في كف الأعاجم خاتما
أطفال غزة يسقطون بوابل
من الرصاص ونحن لن نتكلما
يتخافتون إلى المزابل ربما
يجدون ما ملأ الحشى أو أطعما
يا رب إن القلب لا يقوى ولا
تلك العيون على الدموع أو العمى
قومي بغزة يشرفون على الردى
وفي الرياض مراقص ونواعما
لا أدري ما فعل الرعاع بأمتي
فما أنا ذاك اللبيب لأفهما
إلهام بنت جحا تموت بجوعها
والجمع مات على الموائد متخما
فافرغ علينا بعض صبر ريثما
تأتي الفتوح على يديك وترحما
الشاعر خالد الجزائري
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...