يا خادم الحرمين كيف وجدتنا
في الجنة الخضراء أم بجهنما
يا عابد الحرمين كيف ببيتكم
أتسجدون لبعلكم إن أقدما
يا عابد الحرمين كيف جوابكم
وهل رضيتم بالخساسة مغنما
مالي أراكم صاعدون لربكم
وقد اتخذتم أهل غزة سلما
فكل من في الأرض يلعن آلكم
وكأنما الشيطان فيكم قيما
قال السديس على القضية فتنة
وكأن غزة لم تكن أرض الحمى
أفسدت يا ذاك السديس صلاتنا
فأنت أهل أن تحاط وترجما
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أن الدين فيك تحطما
أو ماترى أن القيامة أقبلت
والجمع راح لموته كي ينعما
وأنت في بلد الرسول منافق
وفي متون الشر صرت معلما
البرد أذن في الصوامع جهورا
والجوع صلى بالصغار وسلما
والموت يأخذ كل حين جثة
يرمي بها للقبر كي يتسلما
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك لست قط مسلما
سالت دماء المسلمين كأنما
تلك الدماء بحيرة أو نبع ما
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك في الحقيقة مجرما
نطقت صخور الأخشبين فأسمعت
من في الحجاز نكاية وترحما
بالأمس كنت مثرثرا وصدعتنا
وقلت قوموا للصلاة مهمهما
واليوم ما كلفت نفسك دعوة
وكأنما انت الأصم الأبكما
يا عابد الحرمين إنك ميت
فمت عزيزا شامخا ومكرما
ما آن قول الحق عند مليككم
أم أن قول الحق مر ربما
تتلوا علينا مثانيا سبع و قد
أسرفت في المغضوب عنهم مغرما
يا خادم الحرمين خاب جواركم
وجوار من فيكم يبايع مقسما
لهو الرياض سياحة ولربما
أفتيتموه كفرض عين ملزما
وكل من يعصى الأمير خوارج
والسجن أولى للخوارج بلسما
يا عابد الحرمين كيف جوابكم
وهل لدى المفتي يقينا محكما
لو كان عمر بن المغيرة بينكم
ما خان غزة والعروبة سلما
ما كان للشيطان عونا عن أخ
أو كان في كف الأعاجم خاتما
أطفال غزة يسقطون بوابل
من الرصاص ونحن لن نتكلما
يتخافتون إلى المزابل ربما
يجدون ما ملأ الحشى أو أطعما
يا رب إن القلب لا يقوى ولا
تلك العيون على الدموع أو العمى
قومي بغزة يشرفون على الردى
وفي الرياض مراقص ونواعما
لا أدري ما فعل الرعاع بأمتي
فما أنا ذاك اللبيب لأفهما
إلهام بنت جحا تموت بجوعها
والجمع مات على الموائد متخما
فافرغ علينا بعض صبر ريثما
تأتي الفتوح على يديك وترحما
الشاعر خالد الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق