الثلاثاء، 13 فبراير 2024

أ. د. لُطفي منصور

 أ. د. لُطفي منصور

تَمْتَماتٌ:
وَما انْتِفاعُ أَخِي الدُّنْيا بِناظِرِهِ
إذا اسْتَوّتْ عِنْدَهُ الْأَنْوارُ وَالظُّلَمُ"
شُكْرًا لَكَ أَبا الطَّيِّبِ. إذا كانَتِ الْأُمَّةُ الَّتِي عُشْتَ في كَنَفِها لا تُفَرِّقُ بَيْنَ النُّورِ والظَّلامِ، نُورِ قَلائِدِكَ الشِّعْرِيَّةِ وَظَلامِ نَظْمِ الْآخَرِينَ الْحالِكِ السَّوادِ، فَما فَائِدَةُ أَعْيُنِهِمْ الَّتي خُلِقَتْ لَهُمْ.
صَدِّقْنِي أبا الطَّيِّبِ أُمَّتُكَ خَيْرٌ مِنْ أُمَّتِنا الَّتِي نَعِيشُ بَيْنَ أَظْهُرِها، وَحُكّامُها الَّذِينَ قَرَّبُوا الْعُلَماءَ والشُّعَراءَ وَالْكْتَّابَ خَيْرٌ مِنْ حُكّامِنا الَّذِينَ لا يُحْسِنُونَ الْقَوْلَ إذا قالُوا، وَلا يُجِيدونَ قَراءَةَ ما يَكْتُبُهُ لَهُمْ عُمَلاؤُهُمْ إذا قَرَأُوا.
لِحُكّامِ أُمَّتِنا عَيُونٌ وَأَيُّ عُيُونِ ! يُكَحِّلُونَها بِالْإثْمِدِ، وَيُخْفُونَها بالنَّظّاراتِ السَّوْداءِ لِصَرْفِ الْعَيْنِ فَهُمْ عُمْيانُ الْبَصَرِ وَالْبَصِيرَةِ، تَرَفَّعُوا عَنْ شُعُوبِهِمْ. وَسَكَنُوا الْقُصُورَ وَالْقِلاعَ وَصَمُّوا آذانَهُمْ عَنْ سَماعِ اسْتِغاثَةِ شُعُوبِهِمْ.
أَلَمْ تَقُلْ فيهِمِ يا أَبا الطَّيِّبِ هازِئًا مُنَدِّدًا بِطُغْيانِهِمِ وَقُدُراتِهِمْ:
- أَرانِبُ غَيْرَ أَنَّهُمُ مُلُوكٌ
مُفَتَّحَةٌ عُيُونُهُمُ نِيامُ
- بِأَجْسادٍ يَحَرُّ الْقَتْلُ فِيها
وَما أَقْرانُها إلّا الطَّعامُ
كَلِماتُكَ يا شاعِرَ الْعُروبَةِ كَوّقْعِ السِّهامِ الْحادَّةِ في لُهَى الْقَوْمِ. كانَتِ الْكَلِمَةُ في عَصْرِكَ لَها قيمَةٌ كَبيرَةٌ، تُوَظَّفُ في الْغالِبِ في مَنْفَعَةِ الْبَشَرِ، يُصْغُونَ إلَيْها
وَيُقَدِّرُونَها خاصَّةً في الْمَشُورَةِ عَمَلًا بِققَوْلِهِ تَعالَى: " وَشاوِرْهُمْ في الْأَمْرِ فَإذا عَزَمْتَ فَتَوكَّلْ عَلى اللهِ"، وَقَوْلُهُ جَلَّ اسْمُهُ في صِفّةِ الْمُؤْمِنِينَ: "وَأَمُرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ".
نَعَمْ كانُوا يَتَشاوَرُونَ وَيُصْغُونَ وَيُبْرِمُونَ الْأُمُورَ الْعَصِيبَةَ بينَهُمْ فَيُفْلِحُونَ.
وَأُمَّتُنا الْيَوْمَ يَسْتَشارُونَ الشَّيْطانَ وَيَعْمَلُونَ بِهَدْيِهِ، وَانْقَسَمُوا أَحْزابًا وَشِيَعًا وَ"كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ".
فَقِرَّ عَيْنًا أُسْتاذَنا أبا الطَّيِّبِ وَطَبِّقْ ما قُلْتَهُ:
- تَمَتَّعْ مِنْ سُهادٍ أَوْ رُقادٍ
وَلا تَأْمُلْ كَرًى تَحْتَ الرِّجامِ
- فَإنَّ لِثالِثِ الْحالَيْنِ مَعْنًى
سِوَى مَعْنَى انْتِباهِكَ وَالْمَنامِ
لَقَدْ صَدَقْتَ بِقَوْلِكَ:
- إنّما النّاسُ بِالْمُلُوكِ وَما
تُفْلِحُ عُرْبٌ مُلوكُها عَجَمً
أَجَلْ إنَّهُمْ عِجْمٌ لا يُحْسِنُونَ لُغَتَهُمْ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...