أنتِ الوجود
.
ـ إليك أيها الملاك الجميل أهدي هذا القصيد.
.
لولاَ وُجـــــــــودكِ ما أبدعتُ أشْعاري
.
و مَا هَــــــــصرتُ مِنَ الغيماتِ قافيةً
وَلْهَــــــــــــــــــي يغنّي بِها للبدر قيثارِي
.
و مَا رَسمْتُ عــــــــلى الأوراقِ فَاتنةً
أٌهْـــــــــدِي لهَا شَغَفًا قَلبِي و أزْهَارِي
.
و مَا رأيتُ جلالَ اللـــــــــــــــهِ يَغْمُرنِي
وَ مَا رَجعتُ إلى فَرْضِي و أذْكـــــارِي
.
أنتِ الوجــــــــــودُ الّذي يَحيَا بهِ دَنِفُُ
مِنْ وهْــــجِ نوركِ شَفَّ القلبُ أنوارِي
. أ
نّى تَكـــــــــــــونِي تَكُنْ رُوحي مجنحةً
وحــدِي أراكِ و أُرْضِي لهْــفَ أوْطَاري
.
يا نبضةَ القلبِ قــــــدْ أحييتِ مغتربًا
بنظرةِِ نَسختْ فِــــــــي اللّوحِ أقدارِي
.
أنَا مــــــذْ رأيتكِ دق القلبُ مرتعشا
عصفورةً وقعتْ فِــــــي قلبِ إعْصارِ
.
عانقتُ أزمنةَ الأشــــــــــــــواقِ أسْألهَا
كيفَ ابتلتِ و ما صدّتك أسواري ؟؟
.
فِـي مقلتيكِ تلوتتُ الدّهرَ مُخْتَـــــزلاً
فما تلوتت ســوى عشقي وأخباري
.
ما كنتُ أعـــرفُ مَا الإيمانُ مِنْ سَفَهِِ
و كــــــــمْ توالتْ مـــــــعَ الأيامِ أوزاري
.
و مــذْ عشقتكِ عانقتُ الهُدى سَلَمًا
و اهتزّ قلبِي رضًى بالعــــــوْدِ للبارِي
.
قـدْ كنتُ فِي سُدَفِِ تلهُو بِهَا سُدَفً
و الليلُ ينسجُ قبلَ التيهِ أعـــــــــذارِي
.
أهْـــــــوى الضّياعَ كؤوسًا كمْ أعاقرُهَا
صابًا يحيلُ ســــــــــوادًا بيضَ أستارِي
.
لاَ النّورُ يَرقصُ فِــــي قلبِي فيوقظُهُ
و لا الدّجَى رَهَفًا يحنُو عـلى السّارِي
.
بدّدْتُ نُــــــــــورِي لرِجْسِ الطينِ أتبعُهُ
فمَا استرحتُ .. و أعيَا الدربُ فخّـــارِي
.
و مــــــذْ رأيتكِ شعَّ النورُ فِي حَمَئِي
و أشرقتْ شَغَفًا بالنّــــــــــورِ أغْـــوَارِي
.
أسكنتكِ القلبَ شمسًا فِي توهٌّـجها
يتيهُ تَيْهِي و يَشــــــــدُو دربيَّ الجارِي
.
و مذْ رشفتُ كــؤوسَ العشقِ مبتهلاً
أحييتُ ليلِي و أشجَى الذّكرُ أسْحارِي
.
فِي لفحَةِ العشقِ ينمُو الزّهرُ مرتويّا
أَيَرْتَوِي زنبقُُ مِــــــــــــــنْ لفحــــــةِ النّارِ ؟؟
.
يا مَنْ أعدتِ لهــــــــذا القلبِ نبضتَهُ
إنِّي بِعينيكِ قـــــــدْ جدّدت إصراري
.
صلّيتُ للـــــــــــــــــــهِ مبهــــورًا أسائلُهُ
وَصَلاً و تتلُو كتابَ اللـــــــهِ أفجــارِي
.
هذا الغــــــــــــــــرامُ بحبلِ اللهِ متّصل
يمضي الزمانُ و تُرْسِي الشوقَ أقدارِي
.
سيظلّ الشّــــــــــعر حيّا فيك يأسرني
فإن أمتْ جهـــــــرت بالعشق أحجاريِ
.
د. محمد الفضيل جقاوة
هذا البكور: 14/02/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق