أحلام صفية
أنجبت صفية سبعة من الأطفال بنتين، وخمس أولاد، وصفية تعد أولادها لتحمل مشاعل التنوير، فكانت تسمي ابنها الكبير الذي بالصف الثاني بالمرحلة الأعدادية بالشيخ أحمد؛ لأنه صاحب صوت جميل في تلاوة القرآن ،وكان مجتهد في التحصيل الدراسي ،وأخته الدكتورة أحلام كما كانت تناديها صفية، وكلما ذهبت المستشفى لتأخذ جرعة الكيماوي فهي مريضة بمرض السرطان ،تأخذ أحلام معها ،وتقول للدكتور أحمد مدير المستشفى ،وتقول بكل فخر هذه بنتي الدكتورة أحلام،و كلها كام سنة وتكون زميلة معاكم ، فيرد الدكتور أحمد إن شاء الله ،فتمسك أحلام البلطو الأبيض ،وتسرح شريدة مع حلم صفية، فيري الدكتور أحمد دمعة بعين صفية ،فيقول لأحلام هذا البلطو هدية ليك يا دكتورة ؛فاحتضنت البلطو ولبسته؛ فتبتسم صفية ،وتدعو الله أن يحقق حلمها ،فيقول أحمد إن شاء الله سيحقق الله حلمك مادام أحلام تذاكر وتجتهد، ثم يأتي يوسف، وينادي على أمه فتقول للدكتور أحمد هذا المحاسب يوسف ،فتعجب الدكتور أحمد لماذا محاسب؟! فقالت إنها ينظم المصروفات مع الإيرادات ،ويعلم بالإقتصاد؛ لذلك هو محاسب فتبسم يوسف، وأمسك يد أمه ؛ليذهبوا إلى المنزل، وكل ليل تجتمع الأسرة حول الأم التي تعمل ربة بيت، ومعلمة بمدرسة المستقبل، وكانت صفية تعرف أولاده جيدا ،فهي كان لها في كل منهم حلم ،وكانت أبنته الصغرى تولين عمرها سنة واحدة، فكانت دائما تقول لهم تولين أجمل الأزهار في بستان البيت، وسيكون لها شأن كبير، فيبتسم الأولاد وماذا تكون في المستقبل يا أمي؟ قالت ستكون مضيفة بالطيران الوطني ،ورد أحمد هذا هو الحلم الحقيقي يا أمي
قال يوسف: غدا سيتحقق ؛ولكن في ظل سعادة الأسرة، قام الطيران الصهيوني بضرب غزة ،وركز على قصف البيوت منهم بيت صفية ؛فجمعت اولادها ،واتجهت ناحية الجنوب ،وذلك عقب هزيمته بطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023 ؛ولكن أثناء رحلة التهجير من الشمال إلى الجنوب ؛وتصل صفية إلى مشارف رفح ،وقررت تبات مع أولادها بأحد البيوت المهجورة ؛ليسترها من عتمة الليل حتى الصباح ،ثم تكمل رحلتها ؛ولكنها أصرت أن تقوم بعمل رضعة لتولين الصغيرة، فقامت تبحث عن أخشاب لتقوم بإعداد الفطار ،والرضعة ،فخرجت أحلام وأحمد ويوسف كل منهم يبحث في مكان ؛لجمع الحطب، والأخشاب ؛ولكن فجاءة جاءت طائرة العدولتقصف مجموعة من الناس بيجمعوا الحطب ،وكانت من بين من تم قتلهم صفية ؛ولاتموت أحلام الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق