شجرةُ الْعُروبةِ
كانتْ على مرِّ الْعُصورِ السالِفةْ
فوقَ الْجبالِ الشاهِقاتِ واقِفةْ
خضراءَ كانتْ لا تُبالي بالسّنينْ
رُغمَ الأَعادي في الظِّلالِ وارِفةْ
تعْرِفُ معنى الْحقِّ لا تخشى الْوغى
بِلْ لِقُوى الْعُدْوانِ كانتْ قاصِفةْ
كانتْ إلى شمسِ المعالي واصِلةْ
وفي رِحابِ الطُّهْرِ دوْمًا عاكِفةْ
كانتْ إلى أرضِ الْأَعادي طائِرةْ
وَلمْ تَكُنْ يوْمًا إِلَيْها زاحِفةْ
كانتْ وَبَعْدَ النَّصْرِ جِدًا عادِلةْ
ولَمْ تَكُنْ للظُّلْمِ أصْلًا هادِفةْ
كانتْ مَنارًا للشُّعوبِ الْجاهِلةْ
وَلِلْعُيوبِ دونَ خوْفٍ كاشِفةْ
كانتْ لِأصْحابِ الْقُلوبِ الحاقِدةْ
أّشِعَّةً تهْدي وأيضًا خاطِفةْ
كانتْ وَفي كلِّ الْمَساعي الطَّيِّبةْ
على الْوَرى بكلِّ خيْرٍ طائِفةْ
كانتْ كريمةً رحيمةَ الْفُؤادْ
عنْ كلِّ شرٍّ للْبرايا عازفةْ
وَمرَّتِ السِنينُ لا بَلِ الْعُقودْ
وَلمْ تَنلْ مِنكِ نُيوبُ العاصِفةْ
واجَهْتِها قاوَمْتِها في كِبْرياءْ
ما كُنتِ يومًا مِنْ تَحدٍ خائِفةْ
لقدْ صمدْتِ رُغْمَ غدْرِ الْجُبَناءْ
وَصمْتِ قوْمٍ وَشُعوبٍ واجِفةْ
ظَنَّتْ بِأَنَّ الْأَهلَ حوْلَها كِرامْ
قلوبُهم مِثْل السيُولِ الجارِفةْ
لا كالصًخورِ أوْ أشَدُّ قسْوَةً
أوْ كالصَّحارى والقِفارِ الناشِفةْ
تساقَطَتْ أوْراقُها إِلّا القليلْ
رُغْمَ البُروقِ والرُعود الْقاذِفةْ
إِلّا الْقليلَ مِنْ غُصونٍ أوْ ورقْ
تِلْكَ التي بِالْعِزِّ دومًا هاتِفةْ
باسْمِ دماءِ الْحُرِّ مِنْ أبنائِها
واسْمِ عُيونٍ للدُّموعِ ذارِفةْ
تبًا لأغصانٍ تَجلَّتْ خائِنةْ
أنوفُها بالذّلٍ أيْضًا راعِفةْ
سُحْقًا لأَصْحابِ قلوبٍ ميِّتةْ
لِكلِّ إحساسٍ شريفٍ حاذِفةْ
لا مُسْتحيلٌ أنْ يكونوا ورَقًا
لِكلِ معنًى للْوفاءِ ناسِفةْ
مستحيلٌ أنْ يكونوا مُسْلمينْ
بلْ إنَّهُمْ عُصْبَةُ شرٍّ كاسِفةْ
ألا لُعِنْتُمْ يا مُنافِقي الْجَحيمْ
يا ويْلَكُمْ حين وُقوعِ الرّاجِفةْ
يا ويْلَكُمْ ماذا عساكُم تفعلونْ
حينَ حُدوثٍ بَعْدَها لِلرّادِفةْ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق