يومٌ . . .
ليس كمثلهِ يوم
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في العشرين من
يومٌ عظيمٌ هو يومُ الدين , عظيمُ وفوق العظمةِ رَهبةٌ وترقبٌ , تَشْخَصُ في هذا اليومِ الأبصارُ لِهولِ ماتراه ,
هناكَ يقف الجمعُ صاغِراً حيثُ ينتظرُ نتيجةَ الإختبار , إختبار السنين التي قضاها امرؤٌ عاكفاً على
فعل الخيرِ بتنوُعِ روافِدِهِ أو إختبارِ تلك السنين لِامرؤٍ إن كانَ مُقَصِرًا مُعرِضًا عن فعل ذلك الخير بحدوده الدنيا ,
هذا يومٌ يُكافأُ فيه من قد بادر يوما فأعان مُقتِراً أو أن قد مَسَّدَّ على رأس طفلٍ فَقدَ الوالدينِ أو حتى أن يكون
أصلح ذات البين بين زوجين , أما أن يكون قد قال مرةً كلمة طيبةً لزيدٍ من الناس فهي صدقةً وسوف تؤول
بمشيئة الله ضِعفين ..
أما العبادات بين صوم وحجٍ وزكاة . . فالكُلُّ مُلزمٌ بها وأمرها معروفٌ لدى الجميع . .
ها هو الجمع حافيّةً أقدامُهُ وقد نُزِعَ عنه ما يسترُه , لن يحتاج بعد اليومِ أن يستر شيئًا , فالأبصارُ شاخصةً إلى بارِئِها
لا شأنَ لِأحدٍ بِأحد , مازاغ في هذا اليوم البصرُ فأنت لاتعرف حينها من يجاورك من إنسان , ربما كان ابنك
او ربما كانت أُمُكَ هي من يصطف جنبك ولكن مابِحوزتِكَ من رِهابٍ لايُقِرُّ لك الرِهابُ أن ترمش عينيك أو
أن تتنقل بهما يمنةً أو شمالاً مستطلعًا المكان .
هنيئا لمن جَبَّ الظُلمَ والظلالةَ عن نفسه ونآى بتلكَ النفسِ عن الأذيةِ واقتراف الموبقات , حينها سَيُخففُ عنه
هولُ المشهدِ لِجميل ما قدَّمتْ يداه . . . في الدنيا .
مِن أجلِ يومٍ مثلُ هذا , يومٌ تقشعرُ فيهِ الأبدانُ إلّا من خشِيَ الرحمن , يجب أن يكون لديك رصيدًا نافذًا من فِعلِ
الخير وأن تكون قد قَدَّمتَ لحياتك مايحجب عنك أهوالُهُ , نعم ستكون أُفعالُك ونواياك سِتراً لاينفذَ منهُ مايجعلك تُرهبُ
أو ستلقى عكسَ ذلكَ فتلقى بل تُبصِرَ أهوالاً لم تُبصِرها في دنياك إن كُنت قد أتيتَ أفعالًا تُرَدُّ إلى فعلِ الشيطان .
إفعلْ الخير في دنياك تنجو يوم الدين , فِعلُ الخير هذا سيأتي أُكُلَهُ يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ,
سوف تدرأُ عن نفسك تداعياتُ يومٍ عَسِر , إذن فحاذر أن تطالَ أحدًا بظُلمٍ بين ابتزازٍ أو وِشايةً أو شهادةُ زورٍ ,
مارس ثقافة الرفق والتسامح في محيط عملك وضمن جدران بيتك ,
إمرأتُكَ أهلُ بيتك هم الأجدر بين الجميع من يجب أن يطالهم كامل الرعاية والحماية والحنان وابتعد عما يُمكن أن يُسيئَ
إليهم سواءٌ بالقول أو بالفعل أو بِكِليهِما , تجاوز الزلّات ولا تتصيدَ بماءٍ عكرةٍ وتَغافلْ عن أخطاءِ الآخرين ,
إن الحكمةَ تكمُنُ في امتصاصِ الزلَّاتِ واحتواءِ الهفوات ِبصدرٍ سمِحٍ يقطُرُ رحابةً ووجهٍ يطفحُ رِضَا و بشاشةً .
وعد الله حديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق