الاثنين، 22 يناير 2024

يومٌ . . . ليس كمثلهِ يوم من سلسلة خواطر وعد الله حديد في العشرين من

 يومٌ . . .

ليس كمثلهِ يوم
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في العشرين من
شهر ك 2 2024
يومٌ عظيمٌ هو يومُ الدين , عظيمُ وفوق العظمةِ رَهبةٌ وترقبٌ , تَشْخَصُ في هذا اليومِ الأبصارُ لِهولِ ماتراه ,
هناكَ يقف الجمعُ صاغِراً حيثُ ينتظرُ نتيجةَ الإختبار , إختبار السنين التي قضاها امرؤٌ عاكفاً على
فعل الخيرِ بتنوُعِ روافِدِهِ أو إختبارِ تلك السنين لِامرؤٍ إن كانَ مُقَصِرًا مُعرِضًا عن فعل ذلك الخير بحدوده الدنيا ,
هذا يومٌ يُكافأُ فيه من قد بادر يوما فأعان مُقتِراً أو أن قد مَسَّدَّ على رأس طفلٍ فَقدَ الوالدينِ أو حتى أن يكون
أصلح ذات البين بين زوجين , أما أن يكون قد قال مرةً كلمة طيبةً لزيدٍ من الناس فهي صدقةً وسوف تؤول
بمشيئة الله ضِعفين ..
أما العبادات بين صوم وحجٍ وزكاة . . فالكُلُّ مُلزمٌ بها وأمرها معروفٌ لدى الجميع . .
ها هو الجمع حافيّةً أقدامُهُ وقد نُزِعَ عنه ما يسترُه , لن يحتاج بعد اليومِ أن يستر شيئًا , فالأبصارُ شاخصةً إلى بارِئِها
لا شأنَ لِأحدٍ بِأحد , مازاغ في هذا اليوم البصرُ فأنت لاتعرف حينها من يجاورك من إنسان , ربما كان ابنك
او ربما كانت أُمُكَ هي من يصطف جنبك ولكن مابِحوزتِكَ من رِهابٍ لايُقِرُّ لك الرِهابُ أن ترمش عينيك أو
أن تتنقل بهما يمنةً أو شمالاً مستطلعًا المكان .
هنيئا لمن جَبَّ الظُلمَ والظلالةَ عن نفسه ونآى بتلكَ النفسِ عن الأذيةِ واقتراف الموبقات , حينها سَيُخففُ عنه
هولُ المشهدِ لِجميل ما قدَّمتْ يداه . . . في الدنيا .
مِن أجلِ يومٍ مثلُ هذا , يومٌ تقشعرُ فيهِ الأبدانُ إلّا من خشِيَ الرحمن , يجب أن يكون لديك رصيدًا نافذًا من فِعلِ
الخير وأن تكون قد قَدَّمتَ لحياتك مايحجب عنك أهوالُهُ , نعم ستكون أُفعالُك ونواياك سِتراً لاينفذَ منهُ مايجعلك تُرهبُ
أو ستلقى عكسَ ذلكَ فتلقى بل تُبصِرَ أهوالاً لم تُبصِرها في دنياك إن كُنت قد أتيتَ أفعالًا تُرَدُّ إلى فعلِ الشيطان .
إفعلْ الخير في دنياك تنجو يوم الدين , فِعلُ الخير هذا سيأتي أُكُلَهُ يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ,
سوف تدرأُ عن نفسك تداعياتُ يومٍ عَسِر , إذن فحاذر أن تطالَ أحدًا بظُلمٍ بين ابتزازٍ أو وِشايةً أو شهادةُ زورٍ ,
مارس ثقافة الرفق والتسامح في محيط عملك وضمن جدران بيتك ,
إمرأتُكَ أهلُ بيتك هم الأجدر بين الجميع من يجب أن يطالهم كامل الرعاية والحماية والحنان وابتعد عما يُمكن أن يُسيئَ
إليهم سواءٌ بالقول أو بالفعل أو بِكِليهِما , تجاوز الزلّات ولا تتصيدَ بماءٍ عكرةٍ وتَغافلْ عن أخطاءِ الآخرين ,
إن الحكمةَ تكمُنُ في امتصاصِ الزلَّاتِ واحتواءِ الهفوات ِبصدرٍ سمِحٍ يقطُرُ رحابةً ووجهٍ يطفحُ رِضَا و بشاشةً .
وعد الله حديد
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...