الأربعاء، 10 يناير 2024

قرية الكرامة

 قرية الكرامة

على مساحة الوطن العربي هنا ،أو هناك قرية يطلق عليها قرية الكرامة ،وكان أهل القرية يعتزوا بكل ما يربطهم بتراب الأرض من زرع ،وثمار ،وبيوت، وقبور ؛فكل شيئ له قيمة، وله تاريخ مسطور بداخل قلب العم وائل الذي يجمع أطفال القرية في وسط الساحة ؛ليقص لهم حكايات من بطولات الأجداد التي كانت سببا في زرع جذورهم بالأرض، وكان عز القرية وكرامتها في أهلها من رجال العلم والدين الذين يشيدون بدور وائل الكبير في تعليم الأطفال والكبار معنى حب الوطن ،وكان الشيخ قاسم يحب وائل ويقربه من مجلسه لأنه مستمع جيد وصاحب رؤية في الأحداث داخل القرية وخصوصا في فضح عائلة حليم كوهين هذه العائلة كانت عصابة بالغرب تسرق ،وتنهب وتسيطر على نوادي المقامرة والدعارة وتجارة السلاح في معظم بلاد الغرب لكن ليس جذور بأي أرض بالغرب ولذلك جاءت بكل مالديها من عدوان وشراسة لتستولى على قرية الكرامة فاستخدمت كل الحيل لتكون لها الأرض؛ ولكن هيهات وقفت معظم العائلات كونت سدا منيعا ليقف ضد أطماع تلك العصابة التي إستدعت عصابات أخرى لتقوم بمجازر بشعة بتاريخ العالم ،ويقول وائل: أتذكر منذ أمي رحمة الله عليها كانت تخبئ السلاح تحت ملابسها لتوصيله لكتائب المقاومة والعمل الفدائي، وكانت أمي يطلق عليها في هذا الوقت خنساء الكرامة لكثرة الشهداء من أخوتي ،وهنا وقف الشيخ قاسم قائلا أتذكر والدك عندما صعد على منبر الجامع العمري مناديا في الجميع بمقولته التي ثبتت في قلوب وعقول الناس( ليس لنا أرض غير هذه الأرض تحتضن جذرونا فلن أرحل عن قريتي )ولو كنت جثة هامدة تحت ركام البيت ،وهكذا حالك اليوم ياوائل تقوم بدور أبيك ما اشجع! قال وائل من يشرب من محلول الكرامة بقرية الكرامة لا يهزم أو يستسلم ،أما تلك العصابات التي لا أصل لها ولا وطن فغدا سيندحرون قال قاسم :نحن جميعا يسري فينا ويختلط بدمائنا محلول الكرامة لذلك نحن سوف ننتصر إن شاء الله.
الكاتب / إبراهيم شبل
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...