مقصلة الهيام**
على مقصلة النكران
شُنِق الحب
صمت شدو البلابل والقلب
ذبل الحس ...
باتوا بلا بوصلة يعبرون
حيارى بين سلاسل الوساوس والظنون
غاب هلال الوداد...
وجرف الصدور المكر واللئام
ما عادت تنبت الأرض ليلى
ولا عاد قيس يخلص ويتروى
قد بات اعمى وداس الوئام
وعلى مقصلة النكران
جُزت أطراف النور
كثر الدون وحفارو القبور
وبسهام التلون والرياء ضاع الحنان
بات بحرا بلا نوارس وشطان
مات الحس والنبض ...
وفي دهاليز المستفهم حبس اليمام
عبثية سرت بين الحقول
لطخت هلال أهل السًمر بمجهول
كسا الربيع الجفاء...
حتى فقد الخضرة والحياة والألوان
بل وخزوه بإبر العبثية
قوم سكارى والقلوب وهمية
تقوت براكين الفؤاد...
وفاضت حمم التصنع والخدلان
وهو العشق والهيام
مات منذ زمان
هاجر لحظ الطلاء
تشقق الجوف وازهر الرياء
هدمت رعود الغدر رقة الكيان
مكر وكذب ومقالب وبهتان
ساح الصدق
بات جناية ان تهوى وتعشق
اِمتزجت الريبة والامان
بل عاد الشك علة
هراء موضة والمكر ملة
ضاع اهل العشق وأنً الكمان
فعلى مقصلة النكران
بكى السنونو واستغرب
هاجت دواخله والهمس اضطرب
هاجرت عرائس الحنين وجف الوجدان
اختارت العيش بعيدا...
تحمل ما تبقى من مشاعر الطيبة والأمان
بل تاه الوصال في الزحمة
رخص الصدق والرحمة
عاد العشق موالا ...
لا يصلح الا للنزوات وطبع الحيوان
والحشمة
انتهت في السواد خلسة
باتت في خبر كان وكان
قد اتخذ الظلام الهيام مرتعا
حول السكينة ألما ووجعا
غاث جحودا ونكران
داس قدسية الحب
ما عاد في النور يرغب
ممزقا بين زقاق سوق القيان
وحين شنق الحب
بات الوفاء حطبا وخشب
تحجرت الأفئدة وضاع الود والأمان
*** الأديب والشاعر: أحمد الكندودي ***المغرب ***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق