السبت، 27 يناير 2024

 النظارة السوداء / مشهد آخر

*********************
قصة قصيرة - بقلمي / عادل عبد الرازق
*******************************
الموج يحضن الموج ، الوديعات تداعب حبّات الرمال ، طعم الملح ينساب في مسامات قدميه ، رائحة اليود تتراق في رئتيه ، يغمض عينبه ، يحجبهما بنظارة الشمس السوداء ، يحجب النظر يكتفي بالإحساس ، الإحساس أجمل من الواقع ،يشعر برائحة البحر .. ليس له مثيل رائحة البحر.
يشعل سيجارة ، يمد إصبعه ، تنطلق الموسيقى الناعمة كحلم رومانسي ثلاثي الأبعاد ، صوت فيروز الملائكي ” شط اسكندرية .. يا شط الهوى .. رحنا اسكندرية .. رمانا الهوى ” .
منذ شهر .. لم يقابلها ، إعتكف عن كتابة الشعر ، توقفت قصائده عند القصيدة التاسعة ” همسة عاشق ” …
أحبك ..
أهمسها في أذنيك
فأرى البحر ..
والموج ..
في عينيك
وأعيش أخشى ..
تردد شفتيك
… بقدر ما يشعر بجمالها ، بقدر ما بين سطورها من خوف وترقب.
هل كان يتوقع الفراق ؟! …
أطفأ سيجارته ..
خلع النظارة السوداء ..
رأى الموج يركل الموج ، الوديعات تستحلب حبّات الرمال وتمضغها ، البحر بلا رائحة !!!
هل بعودتها تعود للبحر رائحته ؟!
وضع النظارة السوداء فوق عينيه … ونام.
****
*عادل عبد الرازق *
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏شاطئ‏‏ و‏محيط‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...