الاثنين، 15 يناير 2024

التسكع ليلاً . . قصة قصيرة مصطفى وائل حديد في الرابع عشر

 التسكع ليلاً . .

قصة قصيرة
مصطفى وائل حديد
في الرابع عشر
من شهر ك2 2024
أوصى أبي أن نذهب أنا وأخي يحيى إلى أسواق الحي القريبة من مكان سكنانا من اجل شراء
بضعةَ أشياءٍ غذائيةٍ , سألنا إن كنا نخافُ الظُلمةَ والكلابَ السائبةَ ونحن في هذا الليل المرعب ,
قلت له إن
الكلاب يا أبي في حيِّنا لم نسمع انها قد آذت أحداً من ساكني الحي وسوف لن تفعل , قال حسنًا إذن فانطلقا
وأتونا بكاسة لبن بقري و بضعة أكياسٍ من الأندومي وأكياس الذرةِ ورقائق البطاطة كما وأنه
أكَّد علينا أن لا ننسى شراء الصديق الازليّ للعائلة (حب شمس) فالشايَ لايستساغَ تناوله
في غياب هذا النوع (الراقي) من الحب خاصة ونحن في أماسي الشتاء البارده .
إنطلقنا ونحن فرحين للثقة التي أولاها لنا أبانا , الأجواء مُنعِشَةً والطريقَ مضاءةً وهي لاتخلو
من ألمارةُ وصغار السن الذين يُسجلون حضوراً مُلفِتاً في الطرقات على مدار ساعات النهار وبضع
ساعات من الليل .
أكملنا مشترياتنا وقفلنا راجعين ولم يخطر ببالنا أن أحدًا سيعترض طريقنا , نعم لم نحسب حساباً
أن تظهر لنا الكلابَ في وسط الطريق ونحن عائدين الى البيت وقد خلا الطريق من المارة وتبخر
الصغار ولم يبق في الطريق غيرنا , ياللماساة وسوء الحظ , هل يمكن ان تغدر بنا الكلاب وهي التي
تعيش ضمن طرقاتنا وتقتات على ما تيسر من فضلات الطعام التي تُخلفها بيوتنا , كيف ستفهم هذه
الكلاب هذا الذي خطر ببالي , حتما سوف لن تفهم فهي ليست سوى . . كلاب .
لا أنكر أنني شعرتُ بالخوف ولكنني أوهمت نفسي أنني بطلٌ لا أهاب الكلاب ,طمأنتُ أخي يحيى بأن
الوضع مسيطرٌ عليه وأن يصمد ويبقى واقفاً ولا يحاول الهربَ ففي الهربِ كارثةً إذ سيقوم الكلبان
حينها باللحاق بنا ونهش عظامنا , وما أن مددت يدي الى الارض ألتقط حجارة ومثلها فعل أخي إلّا و
وأرتد الكلبان على أعقابهما ولاذا بالفرار اختفيا بعدها في أحد أفرع الحي , نعم , لم يستطيعا أن
ينالا منّا ولكنني لا أنكرُ انهما سببا لي رُعباً لم آلَفَهُ من قبلُ خاصة وأن أخي يحيى لم يزل صغيراً
وهو مهيئٌ للذعر أكثرمني , ها نحن قد وصلنا بيتنا وقد بدا على وجوهنا أننا قد لاقيينا في مشوارنا
بعض المتاعب .
سوف لن أجازف مستقبلاً أن أغادر مسكني عند حلول الظلام فالذي مر بنا اليوم قد مَرّ بسلامٍ
ولكن لا أدري ماذا يمكن ان يُخبئه الغد لنا فيما لو نحن حاولنا أن نخرج ليلاً لوحدنا .
إحذروا أصدقائي الإعزاء الخروج ليلاً والتسكع في الشوارع أو للتوجه الى الاسواق إلّا ان تكونوا
في مجاميع , فالكلاب لن تتجرأ ان تُهاجم أفراداً عندما يكونوا في مجاميع .
حفيدي مصطفى وائل حديد
(من ادب الاطفال )
على هامش كتابة هذه القصة
كَتب حفيدي هذه القصة القصيره وهو في العاشرة من عمره , كتابةً أخطاؤها الاملائية لايمكن حصرها
أما المبالغة فيها فحدث بلا حرج , وكان فيها الكثير من المفردات باللهجة المحلية , ولكي أُنمّي عنده
ملكةُ الكتابه فقد أعدت صياغتها إنطلاقها من فكرته بالتوليف مع أسلوبي في السرد القصصي ,
إني أرى فيه نجماً روائيّاً واعداً إن كان هنالك من يأخذ بيده ويتابع معه كيفية كتابة القصة القصيرة
بالاسلوب النموذجي للكتابة .
وعد الله حديد
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏شارع‏‏
كل التفاعلات:
ارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...