حين رآها. .اول مره
لا ندرى علي وجه التحديد كيف تعارفا..او كيف كان التواصل بينهما..او عن اي طريق صارا صديقين..تواعدا علي اللقاء في احد
النوادى النيليه المطله علي نيل القاهرة بالشارع العريق الذي تنتشر
علي جانبيه اشجار ضخمه وارفه ..شارع ارستقراطي مازال محافظا علي نظافته رغم انهيار كل شيء جميل..لم يكن قد قابلها من قبل ولكن محادثتهما الهاتفيه تمكن من خلالها من تكوبن صوره في خياله لها..كان قد كون لها صوره من خلال صوتها ومفردات كلماتها.
دخل الي حديقة النادى واختار اقرب طاوله من النيل..كان هذا في احد الصباحات المبكره قبل انتصاف النهار. .لفحت وجهه نسمه بارده
قادمه من النيل..فااستبشر خيراً بانها سوف تنزل علي حياته بردا وسلاما..وسوف تغير من حياة الرتابه والملل التي يحياها بمفرده منذ
سنوات عديده ذاق فيها مرارة العزله والوحده .
اقبلت كالضياء. .اتت كالنسيم ..تكاد قدميها تلامس الأرض ولا تمشي عليها..تتهادي خطواتها كانها طاووس يدرك مدى جماله فيتباهي ولها كل الحق..وجهها مشرق صبوح .. مازالت علي اعتاب الشباب..
بشرتها بيضاء تشوبها حمره بسيطه تزيدها جمالا علي جمال..ترتدي زيا
زهريا وغطاء راس يقارب هذا اللون ..ينسدل علي جبهتها خصلة شعر
سوداء فاحم لونها..تسر الناظرين..عيونها اسيويه تشبه عيون اهل اسيا
واليابان. .شفاهها بكر لم يسبق وان ترك احد توقيعه عليهما..مازال عسلهما فيهما لم يمس..تحتفظ به لمن كتب الله له ان ينول..اقبلت عليه..مد يده بالسلام..تناول يدها وقبلها قبله حانيه..جعلت نوع من الكهربيه تسري في كيانه كله ..جلست امامه..تمني ان يتوقف الزمن عند هذه اللحظه ..وتمني الا يتحدثا..وان تتركه يتمتع بجمالها الاخاذ
وحضورها الطاغي. .ملائكية الطله..وجهها يشع نورا وهدوءا وبساطة
قال بينه وبين نفسه انه اذا ارتبط بها فان الله يعوضه بها عن عذاباته
وكأنه ادخله جنه في الارض تمهيدا لدخوله جنة السماء..كشفت له خلال
محادثتهما الهاتفيه كم هائل من الموده والحنان. .اخذ ينظر اليها دون ان يتحدث..وظلت هي صامته سابحه في هالتها النورانيه..تظللها غمامه بيضاء تضيف لجمالها جمالا وبهاء .
حين اتي الجرسون قال له لو سمحت هات لي قهوه..وشوف الهانم
تشرب ايه..نظر له الجرسون متعجبا باستغراب. .قائلاً. .هانم مين ياافندم..حضرتك قاعد لوحدك..قال هذه الكلمات وانصرف..ووقعت هذه
الكلمات علي راسه كالمطرقه..كالصاعقه. .زلزلت كيانه..قال لنفسه..
ايمكن ان يكون ذلك خيالا ؟؟ وانه عاش هذا الوهم لانه رأي صورتها علي هاتفه ؟؟ كان الله في عونه..ظل جالساً مكانه لم يتحرك..وحين اتي الغروب قام بخطوات متثاقله خارجاً من المكان..اتي الي المكان
وحيداً. .وغادره وحيداً. .كما جاء..وذراعه يهتز بجانبه خالياً من اي يد
حنون..وتذكر قول الشاعر. .
العاشقون في الليل
ذراع في ذراع..
وكلمة لكلمة..
وبسمة بلا انقطاع
الا ذراعي لم بزل
يهتز في ليل الضياع
وكلمتي ..
اخاف ان يمضي العمر
ولا تذاع .
....................
قصه بقلم/نصر سيد بدر ..القاهره

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق