حب في زمن الطين
تحتَ الصلصالِ المتراكمِ
أنهضُ بجثماني
أدنو من حبيبتي
بعريها المصبوغِ بالسوادِ ..
أنتشي قامتها نحو النهرِ القاتمِ
فتغتسلُ حبيبتي
ليشعَ لونها الثلجيُ
و أنسى نفسي مصلصلاً ..
أحتضنتها بشوقٍ تفيضُ
منهُ مشاعري ..
و إذْ بيَّ أكتشفُ حمرةَ جسدها
العاري بصلصالي ..
عادتْ لمعانقتي
فقبلتني بحرارةُ الشوقِ
فأتسختْ شفتاها
عُدْنا لذاكِ النهرِ ..
فغسلنا الحمأةَ المتصلصلةِ بنا
فأغتسلتْ مشاعرنا
أكثر من إغتسالِ أجسادنا ...؟
عُدْنا غريبين لمدينتنا
بين الحب و الواقع .....!
طلبتُ منها تجديد وصالٍ
كانَ قد إنقطع ..؟؟
فلم تستجب ..
ذكرتها بالهيام ..
بالأيامِ الخوالي ..
عبثاً ما أحاول ...!
غرقنا بقطرةِ ماءٍ
و ما إن عادت لرجدها
بعد صحوتها المتأخرة ..
حاولتْ المجيءُ
لكنها كانت عالقةٌ في فمِ تنين
أنيابهِ تقطرُ سُماٍ زعافاً ..
جلستُ في داري الطيني المهجورِ
بعد أن أصبحَ وكراً ..
للأفاعي ..
للعقارب ..
للجرذان ..
حاولتُ شراءَ نفسي من نفسي
برفقتها ..
سرعانَ ما ضاعتْ نقودي
في عالم كلهُ من الفقراء ..
لسعتني الأفاعي و لدغتني العقاربُ
و حفرتْ ليَّ الجرذانُ قبري
و بدأت الجراذين تلحفني بالتراب .. لتغطي جثماني ..
المزرق .. المنتفخ .. الذي بدأ بالتفسخِ ...
ليسَ حباً بيَّ
خوفاً من تفسخِ جثتي ..
أن لا يحدث دوارٌ لهم
نتيجةَ رائحة الإنسان الكريهة ...
مهما تعطرنا تبقى روائح العفن في ألسنتنا لتطلق روائح كلماتها كالرصاصِ في صدور الآخرين
ظلماً ..
دونَ أن نفكر لوهنةٍ بتعطيرِ أفواهنا
بالكلمِ الطيب ِ ..
غيرً مدركين بأننا ضيوفٍ مغادرين
نعم ..
أصبحتُ جثةٌ دون روح ..
لا .. إحساس
ولا .. حركة
ردمتُ داري فوقَ رأسي
بقيت متصلصلاً دون نهاية
و لكن برفقةِ أصدقائي الجرذان ..
و الديدان ..
لن أبقى وحيداً
هذه المرة .....!!
الشاعر الدكتور جمال مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق