أيُها الفتى الأنيق . .
مقالةٌ بقلم
وعد الله حديد
في اليوم الخامس عشر من تش 1 2023
لك الحق أيُّها الفتى الأنيق الحليق أن تتباهى بِمؤَهلاتك وأن تُلفِتَ أنظارَ الخلقِ إليكَ , كيف لا وكلُّ ما فيك يُنبِؤُ عن إطلالةٍ مُبتكرةٍ
تعتقِدُ أنت جازِماً أنها سوفَ توحي للناظر بالقبول و يشعر من يشعر إزاءها بالطمأنينةِ لا بالنفور, ليس من شأننا أن نعترض على ما بِحوزتِكَ
من مؤهلات فهذا شأنُكَ ,
هي لاشكُّ حريتُكَ التي لاحدود لها تلك الحريُةُ الآثمةُ المستوردةَ والتي حرص الآخرون تصديرها إليك وإلينا جميعاً , إستطاعَ من اكتَسبَ
إرادةً قوية أن يَحيدَ عنها وحرَصْتَ أنت وكنتَ فاتر العزيمةِ حرَصْتَ على
تطبيقها بما أُوتيت من إرادةٍ ومن حزمٍ وقوة , إبتدعها لك الغرباءُ فجعلوكَ قانِعاً ومُنفذاً غير مبالٍ بِعُرفٍ وبتقاليد القوم من حولك ,
ترى ماهي مؤهلاتك التي تمَكَّنتْ منكَ ولفتت الأنظار إليك في لحظة ربما كانت لحظةُ إنبهارٍ أول الأمرِ لكنها لحظةُ تقَزُزٍ ونكوص ,
طبعاً . . هي قصة شعرك المستوحاة من المشاهير الذين يقطنون الطرف القصيّ من الكوكب تلك التي تشبهُ عرف الديك وسروالك
المُهتري المُتَشقق عند الركبتين الملتصقُ المغموس بالفخذين بمُصاحبةِ الأسطورةُ انبوبةُ الأركيلةِ الجوالةِ التي تستقرُ باستفزازٍ مسبقُ الُجهدِ
فوق شفتيك معلنةً حضوراً مقرفاً بدخانها الكثيف وسمومها الآثمة .
كل ذلك معهودٌ أمرهُ من خلال زيارة سريعة في أسواقِ المدينةِ وأماكن تجمع الشباب , ربما كان ذلك لاغُبار عليه وليس فيه أذيةً لِأحد . .
ولكن شيئاً ما أرهقني وعَكَّرَ مجاميع أمزجتي وتمكن من هدوءي المعتاد , ليست بالطبع قصة الشعر أو هي أركيلةُ القهر ألتي ألقت
جميعاً بظلالها القاتمِ المتمرِدِ على مجتمعٍ يعتنقُ الاسلام ديناً.
ظاهِرةٌ غريبةٌ هي لاشَكَ انشغالُ هذا الجمعُ بجواله هذا الجوال الذي يكادُ أن يغوصَ بين يديه , إنهُم يُمسِكونَ به بِعنادٍّ بأعينهم قبلَ
أيديهم وكأنهم يخشون أن يُسلَبَ منهم عُنوةً أو أن يُقلِع هذا الجوالُ عالياً متباهياً مثل طيرٍ تم لِلتَوِّ اصطيادُه , إنهم ولسوء حظهم لا يأبهون
لأسئلتك وانت تروم شراء بضاعتهم تسألهم عن شيئٍ تَوَدُّ ان تشتريه فلا يردون عليك خوف أن يخسروا في اللعبة التي بين ايديهم
فإن خسروها بسببك فأنتَ المُلامُ في قرارةِ أنفُسِهم أنكَ أقحَمتَ نفسك وبادرتَ بالتعرض لهم وتخريب ماهم مُستمتعونَ به .
إنه إعتداءٌ صارخٌ على ما قد قَدَّره الله لك من رزقٍ في هذا الصباح الخريفي الجميل , هل ترفض رزقاً فتعزُف عن الرد على
أسئلةِ الناس الذين يبغون شراء احتياجاتهم منك بسببِ جوالٍ عقيم ,
أقلعوا أيُها النُجباءُ عن هذه العادةِ اللعينةِ واتركوا جوالاتكم جانباً وتمتعوا بها في بيوتكم ,اهتموا بأرزاقكم فهي أهَمُّ كثيراً وأوفر
حظّاً لكسب الرزق,
واعلموا عن يقينٍ أن هناك أفواهٌ في البيت مُشَرَعةٌ تنتظر أن تُشبِعوا جوعها فقد وضعَ أهاليكُمْ ثقتهم كاملةً فيكُم فإِيّاكُم ثم إيّاكُم أن تُخَيِبوا
ظَنَّ أهاليكُم . .بِاللهوِ المُنكرِ وبهذا الجوال اللئيم.
وعد الله حديد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق