السبت، 2 سبتمبر 2023

( لا يَستَمِرٌُ الضَباب ) بقلمي المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ..... سورية

 ( لا يَستَمِرٌُ الضَباب )

في الغابَةِ ... سارَت إلى جانِبي تَمرَحُ
تُلامِسُ أشجارَها ... تَحفُرُ إسمَها على الجُذوع ... وَتَجرَحُ ...
وتَغرُسُ نَبتَةً غَضٌَةً في التُراب ... تَهُزٌُها النَسَمات والغادَةُ تَزهو بِها تَفرَحُ
يَهيمُ قَلبُها فَوق الغُصون ... لِلشُجَيراتِ عن حُبٌِها تَشرَحُ
يا لَها المُهجَةُ عِندَ الهِيام ... على الدُروبِ ... في كل زاوية لِعِشقِها تَفضَحُ
حَتٌَى الطُيورُ ... غَرٌَدت في لَحنِها تَصدَحُ
ورَفرَفَت من فَوقِنا بالجَناح تَمرَحُ
تُحَوٌِمُ مَرٌَةً لِليَمين .... ومَرٌَةً إلى اليَسار ... وهِيَ تَجنَحُ
تَدنو لَنا ... نَكادُ نَلمَسها ... حتٌَى لَنا بِلَمسِها تَسمَحُ
وإن نَأت ... بالجَناحِ تُصَفٌِقُ ... كَأنٌَها تُلَوٌِحُ
وألمَحُ في عُيونِ غادَتي ألَقاً يَشوبُهُ الفَرَحُ
قُلتُ يا مَهرَتي ... راقِبي ذاكَ الضَبابُ قادِمُُ لِلغابِ يَكتَسِحُ
وهوَ من حَولِنا في لجة عَميقَةٍ ... وبِهِ نَسبَحُ
يُقيمُ في غابِنا جاثِما يا لَهُ الزائِرُ الوَقِحُ
قد يَحُلٌُ الظَلام ... ونَعلَقُ في جَوفِهِ أو نُطرَحُ
أخشى عَلَيكِ الذِئابَ ... من حَولِنا تَعوي كَما تَنبَحُ
قالَت ... ومَن قالَ أنٌَها ... في نابِها والمِخلَبِ ...ِ لِلعاشِقينَ تَجرَحُ ؟
دَمُنا مُحَرٌَمُُ على الوُحوش والقَلبُ في صَدرِنا في طُهرِهِ مُوَشٌَحُ
دنا عِواءُ الذِئاب ... فَأوجَفَت غادَتي خيفَةً وأوشَكت عَن خَوفِها تُلَمٌِحُ
والضِياء في الغابَةِ ... شيئاً فَشَيئاً إلى الظَلامِ يَنزَحُ
تَهَدٌَجَ صَوتُها ... من شِدٌَة خَوفِها
تَبَرٌَدَ الكَفٌَانِ والجَبينُ لِلعَنبَرِ يَنضَحُ
حَمَلتَها ... فأستَأنَسَت ... في لَحظِها تَسرَحُ
فَقُلتُ في خاطِري ... مَرحى لَها تِلكَ الذِئاب ...
لَمٌَا دَنَت لِصَوبِنا ... وهي تارَةََ تَعوي وأُخرى تَنبَحُ
لَو لا النُباحُ ... ما كُنتُ في الغابَةِ أحضُنُ حُلوَتي ... أو أنٌَني في العِناقِ أنجَحُ
أحمل مَحبوبَتي ... فَتَسألُ ... كيف أنت يا فتى ؟ ... وأنا لِحُبٌَِيَ أشرَحُ
ما نَفعَها الكلمات ؟ والضباب ... لِسِرٌِنا يَحفَظُ لا يفضح
تساءَلَت مَحبوبَتي ... هل تَجهَدُ حين تَحمِلُني ؟
أجَبتَها ... في نَظرَةٍ ... عَنِ الكلام توضِحُ
عمٌَ السكونُ حَولَنا ... يا ليته هذا الضَبابُ لا يَبرَحُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
قد تكون صورة ‏‏‏طبيعة‏، و‏‏ضباب‏، و‏طريق‏‏‏ و‏شجرة‏‏
كل التفاعلات:
ارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...