علم لذي الفهم
قديمي في قديم قد تولى
و صرت بحاضر لي ليس إلا
مكانك حيث شئت به تكون
و حيث تواجد لك فيه ظلا
و روحك حيثما تهوى بحل
تحل لها به تلقى محلا
إذا كان اهتمامك في بقاء
بقيت و في رحيلك لا تجلا
فلن يبقيك قلب في مكان
أردت خرابه لك كان سهلا
ذهاب الذاهبين كما أرادوا
يكون ذهابهم من غير إلا
فلا استثناء فيما كان منهم
بحال رحيلهم حقرا و جهلا
فلا تحقر من الأقوام قدر
و لا ترمق بعين الكبر نسلا
و من لك لام مهتم تجده
بشخصك همه قولا و فعلا
ومن لك لا يعاتب لست فيه
و لا شئ له بالفكر شغلا
وكل مغاضب لك أو عليك
بنصح ناصح فألزمه أهلا
فذاك لك الزمان بلا انقلاب
تجده عليه يوما لا يملا
و لا تحمل خفيف مثل ريش
يطير مع الرياح له تقلا
و أحمل وزن أصل لو عليك
تحس بحمله بالوقت ثقلا
يعيش المرء في كنف عزيز
إذا ما عز نفس عاف ذلا
يعاملك الأصيل بنبل طبع
و يأتي بالتملق كل نذلا
و لو أن الجواهر من بريق
تثمن فالمزيف كان أغلى
و يغلى سعر جوهر كل شئ
و أما لمع ظاهره سيبلى
وقد تخفىالحقائق خلف زيف
و يبقى الحق فوق الزيف أعلى
سيأتي اليوم يكشف كل سر
لخرطوم الزنيم و للعتلا
و أما بعد في ندم ستبقى
على ما كان منك وعنك قبلا
و من أبكاك خير من هزول
بأمرك ضاحك فعل و قولا
إذا ما جئت في خطأ عليك
يراه بنصحه ما قال كلا
ولا بك عاب عيب بل ثناء
عليك و لو تعاب كل فعلا
و لؤم الناس أجناس دسيس
متى يغريك يغوي فيك عقلا
و قلبك إن تحار هو الدليل
فخذه بما عليه لديك دلا
و لا تبقى على خطأ تراه
لروحك مقلق بالوقت حملا
و عد لصواب أمرك ليس عيب
رجوعك للصواب متى تزلا
وكل العيب أن تدري و تبقى
على خطأ بكبرك لا تضلا
فإن الكبر لا يرضاه خلق
و لا يرضى به الخلاق جلا
تذكر خير من عاشرت و اترك
له هفوات وقت فيه ضلا
فلا معصوم من بشر عرفنا
و كل الناس تخطأ وقت جهلا
بقلم
أحمد الشرفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق