تَمَهَلْ قبلَ أن . . .
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في الثالث والعشرين
من شهر أيلول
نحنُ أشبهُ بِآلةٍ , الآلةُ تنفذ الأوامر بمجرد الضغط على أحدِ الأزرار دون الرجوع الى العقل فهي لا عقل لها
على العكس من ابنِ آدمَ الذي خلقه الله في أحسن تقويم وكَمَّلَهُ بالعقل وهاهو ذا يفقد عقله في الكثير من حالاته .
تصرفٌ عشوائيٌّ عبثيٌّ يشوب أفعالَنا فنتخبطُ حينها باتخاذ خطوةٍ عقلانيةٍ مقبلةٍ , قراراتُنا ليست بمستوى التبصر والإدراك ,لماذا
ألا ترون أن الانسان خُلق عجولا , متسرعٌ في اتخاذ قرار ما ,انه التقم التفاحة حين عرضها ابليسَ عليهِ إلتقمها في لحظةِ جهلٍ ومعصيةٍ
وقال له ابليس أن سيكون ملَكاً أو سيكونَ من الخالدين , ماكان إبليسُ إلّا عدواً لِآدم فما كان لِآدم َأن يكون ملكاً ولن يكون من الخالدين .
لم يتدبرَ آدمُ كلامُ الله حين حظَرَ عليهِ إلتقامَ التفاحةِ أو حتى التقرب من الشجرةِ فكان نصيبنا بعده العيش في ظلِّ سَخَطٍ ومُعاناةٍ
الى يوم الدين ,
إتخذْ قرارَك بِتُؤدةٍ وسَعةَ إدراكٍ ولتكن بينك وبين أن تقذف الآخرين بكلمات خادشة للذوق وللحياء أو أن ترفعَ يداكَ مُتوعِداً لتكن مُهلةً
أمدُها دقيقةً واحدةً ,
ستون ثانية ستكونُ دهراً بكامله كفيلةٌ أن تُنعمَ عليك بحلٍّ يُريحك ويُخفف عنك وطأة الضياع والتوهان ويُقنع الأطراف ذات الشأن بالتهدئةِ والاطمئنان .
لا تتعجل بِأن تُلقي يميناً بالتفريق , الأمر ليس هيناً كما انت تُخمن , ليس هناك شيئاً في هذه الحياة يستحقُ أن يعيش اطفالك في ضياع ,
أيتام في ظل ابوان على قيد الحياةِ . . منفصلان ,
إن أساء إليكَ أحدَهُم فلا تبتئِس ولا تغضب فترفع يدك عالياً لتصفع بها احداً أيَّاً كان , إنتظر دقيقة واحدةً لِتعالج الموضوع في مركز
إتخاذ القرار . . الدماغ . هو سيُسدي إليك النصيحة ويخفف التوتر الذي أصابك ويعيد يديك إلى جانبك .
التمهل قليلاً يعطينا فرصة دراسة سريعة للوضع . . للمأزق الذي نمر به ,هي مجرد دقيقة ستحتفظ فيها بكلماتك بكرامتك التي لن تسيطر عليها
ويداك اللتان انتفضتا لترد كيد الآخرين عنك , لاحاجة بك اليوم وبعد اليوم ان تحيد عن طورك وتنتهج منهاجاً لا يليق بمقامك . .
فتمهل قليلاً قبل ان تخطو خطوةً لارجعة فيها تكلفك الكثير ,
ولات ساعة مندمِ.
وعد الله حديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق