الصيفُ . .
عدوٌ مُستتر
مقالةٌ بقلم
وعد الله حديد
في الخامس من تموز 2023
ويحِلُّ الصيفُ ضيفاً ثقيلاً , تتعرقُ الأبدانُ بشكلٍ مُقرِفِ فتكتسحُ روائحُ التعرقِ مُنفِرةً الأماكن المكتظة بالبشر , وتُعلنُ الرطوبةَ عن حضورها ألمقززِ والمؤذي فتصيب بنار غضبها اولئك الذين يعانون من
ربوٍ ومشاكل في التنفس , ناهيكَ عن اسراب البعوض المهاجمة لأجسادِنا نهاراً وازعاجنا بلسعاتها وطنينها ونحن مستغرقون في النوم ,ذلك هو ظلم الحيوان للانسان . وسوفَ تُصيبُ الشمسُ بسياطٍ من
لهيبٍ قاتلٍ اولئك الذين كان نصيبهم العمل تحت اشعة شمسٍ حارقةٍ .
سوف لن أُضطرّ إلى إجراء مقارنةٍ بين الفصول , إن القوم من حولي على درايةٍ تامةٍ بما يجول في خواطر تلك الفصول لكثرة معاقرتهم لتفاصيلها المملةِ . ولكن موروثاً قديماً يحكيه اسلافُنا مفادُه أن
الصيف هو (أبو الفقير ) , ومردودُ هذا الموروث ان الخُضَرَ والفواكه تكتسحُ الأسواق بِوفرةٍ وبأبخس الأسعار مما يُمكِّنَ المُقترينَ من شراءها بِيُسرٍ وسهولةٍ ,
لازال الصيفُ فصلاً مثيراً للنفورِ وللاشمئزاز , ولكن سخونتهُ يُمكن مداراتُها , كلا ,ليس بالاستلقاء تحت المُكيفِ أو التراشق بالمياه في حديقة المنزل او بالعومِ في احواضٍ بلاستيكيةٍ صنعت لهذا الغرض ,
إن كل هذا عديم المتعةِ لن يشفِيَ غليل من اكتوى بنيران الشمس ,لابد ان هنالك مرتعٌ اكثر بهجةً وأبهى مُتعةً ,
إنه النهر . .لاشيئ يشبه النهر بإطفاء نيران الشمس , انه المكان الذي يحتوي متعةً لاتوصف ,
هاهو النهر يكتظُّ بالناس بمختلف الاعمار
ولكن احداً من قبلُ لم يُمهِد لتوعيةٍ جادةٍ بصدد العوم في مياه النهر , إننا لم نزل نستمع الى اخبارٍ كاريثيةٍ حول غرقِ شبابٍ بأعمارٍ متفاوتةٍ غَرَهم النهرُ ببهاءه وزلال مياهه فقفز في النهر مغامراً مباهياً
اصحابه فتعدى حدود لياقته البدنية ولم يكن في حساباته انه يحتاج الى مجهودٍ اظافي للعودة الى الشاطئ , لقد خارت قواه واصبح خارج منطقة الانقاذ , ولم تعد صيحاته تُعينه فقد تلبسهُ الذعر وتملكه
الياسُ في لحظةٍ واحدة
فأثَّرذلك على امكاناته البدنية وأسلم روحه لخالقها ,
كان لزاماً علينا ان نتحرى عن كل خطوة يخطوها ابناؤنا بتوعيتهم وتعريفهم من مغبة التأخر ليلا خارج البيت وارتياد اماكن اللهو مثيرةً للجدل وتعاطي الادخنة الملوثةِ للرئتين وللاجواء ونؤكد لهم
حرصنا الدائم على سلامتهم ,أما بشأنِ العوم في النهر فإن من أهم مقتضياتهِ هو اللياقة البدنية وعدم التهور والانجرار وراء الثقة الزائدة وان يكون العوم على شكل مجاميع باستعمال انابيبَ مطاطيةٍ
لزوم الاستعمال عند الحاجة . لاتكن سبباً في تعاسة والديك ايها الشاب العاقل , ان قلب الام لن يستحمل خبراً مؤلماً حول ابنها انها اوهن من ان تتحمل مصاباً بشأنه وليس بعيداً ان تسبب لها وجعاً وعلةً
مستديمة ان انت جازفت بحياتك .
وعد الله حديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق