قصيدة ( إرثٌ بلا نَسَبٍ ).........
مادَ القصيدُ على أنغامِ أوتاري
فاستعذبَ الطَّيرُ ألحاني وأشعاري
واستنسخَ البدرُ مِنْ مِصباحِ قافيتي
هذي غيومي بدتْ حُبلى ولقَّحَها
حرفي لتُمْطِرَ _بعدَ الجدبِ_ أفكاري
أَنْعِمْ بقافيتي حين اقتفت أثرًا
للبحرِ تدفعُهُ موجًا كإعصارٍ
الشِّعرُ يكتبُني واللَّحنُ يعزفُني
والوحيُ يَسْكبُني مِنْ كفِّ جبَّارِ
لسنا سوى نَفَسٍ للشِّعرِ ينفثُهُ
حتَّى يُدَنْدِنَنا أنغامَ مزمارِ
صِرنا لهُ حطبًا بالوجدِ يشعلُنا
يكوي مشاعرَنا كالكيِّ بالنَّارِ
الشِّعرُ موهبةٌ؛ إرثٌ بلا نَسَبٍ
اللَّهُ قسَّمَها .. أعطى بمقدارِ
إيَّاكَ تُهمِلَها وامسكْ بأَلْجِمَةٍ
حتَّى إذا جَمَحَتْ دانت لمِغوارِ
مِنْ عصرِ عنترةٍ بالصَّدرِ نحفظُهُ
والآن نقرؤهُ أشباهَ أشعارِ
عاثت لتفسدَهُ الأقلامُ ظالمةً
مِنْ فِسقِها نسجت شعرًا مِنَ العارِ
نظمٌ بلا لُغةٍ صِيغَت بمعجمِنا
هل يستوي كَلِمٌ بالوحيِ في الغارِ؟
مَنْ منكمُ نسجت يمناهُ أكفنَةً
للشِّعرِ إذ دسرتْ نَعشًا بمسمارِ؟
مَنْ منكمُ هدمت يمناهُ أعمدَةً
كانت لنا سَنَدًا كالأبِّ في الدَّارِ؟
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق