الأحد، 9 أبريل 2023

 

رباعيات الأحزان
(( فوازير الأنبياء ))
للحزن في قلبي مكان
----------------------------
إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة السابعة عشر :
سيدنا ذو الكفل علية السلام
-------------------------------
(( الحلقه الثامنة عشر ))
يُقال بأنّ نبي الله عليه السلام ، قد ولد في بلاد الشام في بلدة كفرا الجنوبية الواقعة في منطقة بنت جبيل في لبنان في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم انتقل للعيش والإقامة في نينوى الواقعة على نهر دجلة باتجاه مدينة الموصل، ولُقّب بـ"ذي النون"، لأنّ النون هو الحوت وذي النون هو صاحب الحوت، أي الحوت الذي ابتلعه
النبي -عليه السلام- من سلالة النبي يعقوب من نسل بنيامين اخو سيدنا يوسف وهو من أنبياء بني إسرائيل إلّا أنّ الله تعالى لم يُرسله إلى بني إسرائيل بل أرسله إلى الآشوريين، أصحاب الحضارة التاريخية الشهيرة، وكانوا يسكنون حول نهر دجلة وروافده، وكانت نينوى وآشور من أهم مدنهم، وهذه المدن تقع مقابل الموصل حاليًا، وقد نشأ الآشوريون في البادية ولكنّهم تغلّبوا على أهل المدينة وبنوا دولة وأسسوا حضارة، وكانوا يأخذون الجزية من الأقوام المجاورة لهم ويبسطون سيطرتهم على شعوب مختلفة، حيث قامت حضارتهم على القسوة والحرب
يُعرف النبي -عليه السلام- باسمه بن متى أو ذي النون، ومتّى هي أمّه، وهو من أنبياء بني إسرائيل،
أرسل الله تعالى النبي -عليه السلام- إلى قومه الذين كانوا يسكنون مدينة نينوى في العراق، كي يُخرِج قومه من الظلام إلى النور، ويُرشدهم إلى عبادة الله تعالى، وظلّ النبي -عليه السلام- يدعو قومه إلى الإيمان بالله تعالى، وكان عددهم مئة ألف وأكثر، لكنهم كذّبوه ولم يستجيبوا له أبدًا، واستمروا في كفرهم وضلالهم وكانوا يعبدون الأصنام ويُلقون عليها أسماء مدنهم وكان الصنم آشور هو الإله الأكبر بالنسبة لهم، وهذا الاسم يُطلق أيضًا على ملكهم، وكانوا يعبدون هذا الملك أيضًا ويتوجّهون إليه بالهدايا، ويعملون وفقًا لأمره ونهيه، وقد بدأ النبي بدعوتهم من عاصمتهم نينوى، وكانت دعوته تضمّن الإيمان بالله وحده وترك الطباع والعادات السيّئة كالظلم والعدوان، وقد أيّده الله تعالى بالمعجزة وأرسل إليه وحيًا يُعلّمه وصبر النبي -عليه السلام- على أذى قومه وعذابهم وكفرهم، لكنهم أصرّوا على الكفر، وقد لبث فيهم ثلاثة وثلاثين عامًا يدعوهم إلى الإيمان بالله وحده، ولم يستجب لدعوته إلا رجلين فقط، وأصرّ باقي القوم على الكفر، فأصاب اليأس النبي -عليه السلام- فخرج من بلدته غاضبًا دون أن يأذن الله تعالى له بالخروج
أقبل النبي -عليه السلام- على قوم وركب معهم في السفينة، فلمّا أصبحت السفينة في عرض البحر، أصبحت الأمواج تضربها من كل جانب، وتمايلت في جميع الاتجاهات واهتزّت كثيرًا حتى كادت أن تغرق، فاجتمع أهل السفينة وقرروا أن يرموا بأحد الركاب في البحر كي يخففوا الحمل على السفينة، فأجروا قرعة كي يقع الاختيار على شخصٍ معين بحيادٍ تام، ووقعت القرعة على النبي -عليه السلام-، لكن أهل السفينة التمسوا فيه الصلاح والخير، فأعادوا القرعة ثلاث مرات متتالية فوقعت على النبي -عليه السلام-، فلم يجد للنبي -عليه السلام- أي حجة له سوى أن يلقي نفسه في البحر، لكنه كان يملك يقينًا أن الله تعالى سينقذه من الغرق
فور إلقاء النبي -عليه السلام- لنفسِه في البحر، التقمه حوت، فأصبح في بطن الحوت يعيش في ثلاث ظلمات، هي ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، فظنّ أنه هالك لا مَحالة، لكنه بقي في الحوت كما يبقى الجنين في بطن أمه، وذلك من عطف الله تعالى ورحمته، حيث بقي في بطن الحوت ثلاثة أيام، وكان يسمع أصواتًا غريبة لم يفهم منها شيئًا، فأوحى الله تعالى إليه بأن هذا هو صوت تسبيح مخلوقات البحر، فأصبح هو أيضًا يسبّح الله ويقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أمر الله تعالى الحوت أن يقذف النبي -عليه السلام-، فقذفه على اليابسة، وأنبت الله له شجرة يقطين كي يستظلّ بظلِّها، ويأكل من ثمارها، حتى أنجاه الله تعالى وأعاد له صحته، فعاد إلى قومه ووجدهم مؤمنين موحّدين، أتمّ الله تعالى نعمته على نبيّه وكلّفه بالدعوة مرّة أخرى، وأرسله إلى قومٍ آمنوا به، وقد اختلف المفسّرون هل هؤلاء هم قومه الأوائل أم قومٌ آخرون، ومن الممكن أن يكون عاد إلى قومه يُذكّرهم ودعا غيرهم معهم فاستجابوا لدعوته، وقد كان ما حصل معه من قبل هو التمحيص الإلهي والتربية الربّانية وإتمام النعمة والفضل، ولا ينبغي لأحد أن يتصوّر فيه النقص.
لم تذكر الكتب المدة التي عاشها. لم يرد أي خبر عن قبره و لكن هناك ما يثبت وجود قبره في العراق بنينوى
حيث أنه رجع إليهم فآمنوا به وكانوا مائة ألف أو يزدون كما ذكره القرآن الكريم ولا يوجد ما يدل خروجه من نينوى بعد ذلك
فمن هو النبي عليه السلام
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏جمل‏‏
كل التفاعلات:
ارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...