الجمعة، 7 أبريل 2023

 

رباعيات الأحزان
(( فوازير الأنبياء ))
للحزن في قلبي مكان
----------------------------
إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة الخامسة عشر :
سيدنا يوسف علية السلام
-------------------------------
(( الحلقه السادسة عشر ))
هو النبب بن موص بن زراح بن عيص بن إسحاق، من ذرية إبراهيم عليه السلام كان متزوجًا من ابنة عمِّه رحمة بنت يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
بُعث النبي -عليه السلام- إلى حرَّان في بلاد الشام، ولم يتعرض القرآن الكريم لحياته الدعوية وإنما اكتفى بذكر بعض صفاته، كانت للنبي -عليه السلام- طيور اسمها نواح من دمشق يمتلكها،وذلك من نِعم الله تعالى عليه، لكن تلك النواح سُلبت منه شيئًا فشيئًا، وهو صابر محتسب، استمر يدع الناس سبعين عامًا، كان فيها عظيم التقوى، ينفع الناس ويحسن إليهم، يكفل اليتيم ويكرم الضيف، لا يقبل أن ينام شبعانًا وفي الأنحاء من هو جائع، ولا أن يكون بخير وغيره في الأنحاء يعاني من ضائقة مادية، فكان الله تعالى منعم على النبي -عليه السلام- بالخير الوفير، وكان النبي -عليه السلام- مؤديًا لحق الله تعالى شاكرًا له.
نبيَّ الله -عليه السلام- تعرَّض للابتلاء بالمحن، بعدَ أن امتحنه الله تعالى بالنِعم وأدَّى شكرها ، بدأ امتحانه بمحنٍ ثلاث من الله تعالى في أولاده وصحته وماله
أعلنَ الشيطان حربه على ممتلكات النبي أوَّلًا، فسلَّطَ جنودَه وأتباعه ليحرقوا كلَّ ما يملك، وكان يأتيه كلَّ مرَّةٍ بخبر شيءٍ من ممتلكاته من مواشي ، ويقول له: ما أغنت عنك عبادتك شيئًا؛ هلك كلُّ ما تملك من (كذا)، فيجيبه النبي : (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، لله ما أعطَى، ولله ما أخذ، لا ينبغي أن نفرح حين يعطينا الله من فضله عاريةً، ثمَّ نجزع إن استردَّ منَّا عاريتَه)،..
وعندما رأى صبرَه وثباته، جاءَ إلى بيتٍ مجتمع فيه كلُّ أولادِه، فجعل زلزال عليهم حتَّى انهار فوقَهم فقتلَهم جميعاً، فجاءَه بخبرهم، فأجابه بجوابِه الأوَّل، وسلَّم ورضيَ بحُكمِ الله تعالى، فلمَّا رأى ثباتَه؛ تسلَّط على جسدِه، فنَفَخ على جسدِه نفخةً وأَلقى في جَوفِه شيئًا، فأصابه بعلَّةٍ جعَلته يضعف ويهزل وتخورُ قواه، وبقيَ النبي صابراً على ما أصابهُ من بلاءٍ، يحمدُ الله تعالى سرًّا وعلانية، مواظبًا على تأدية واجبات الطاعةِ والعبادة لمدَّة 18 عاماً، حتى أحسَ بأنّ الناس الصالحين قد أساؤوا الظنَّ بالله تعالى بسبب ما يرونَه من كثرة الابتلاءات وطولها على النبي ، وعاش في هذه المحن مدة طويلة، اختلف العلماء في تحديد مدَّتها ما بين ثلاث سنوات إلى ثماني عشرة سنة حسب بعض الأقوال.
انصرف الناس جميعهم عن نبي الله -عليه السلام- بعد أن ابتلاه الله تعالى، فبقي وحيدًا، ولم يبق معه أحدٌ إلا زوجته،وكانت لشدة حرصها على شفائه تلتمس له الدواء قدر ما تستطيع. كانت زوجة النبي -عليه السلام- نعمَ الزوجة، فقد قامت على خدمته ومساعدته، بكل صبر واحتساب، وروي أنها كانت تعمل عند الناس حتى تستطيع أن تدبر أمرها هي وزوجها وحتى تستطيع علاج زوجها، حتى وصل الأمر في الابتلاء أنَّ الناس رفضوا العمل معها، خوفًا من أن تكون سببًا في نقل العدوى لهم. صبر النبي -عليه السلام- لما أصابه من بلاء ، قالت امرأة النبي للنبي: إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أن يشفيك، فقال: كنا في النعماء سبعين سنة، فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة، قال: فمكث في ذلك البلاء سبع سنين فما كان منها إلا الصبر والمواساة لزوجها، والقيام بوفير جهدها لمساعدة زوجها، والإنفاق على بيتها، دون أن تنحرف عن طريق الحق. بعدما انقطعت فرص العمل لدى زوجة أيوب عليه السلام، ورفض الناس معاملتها، قامت بقصِّ ضفيرتها، وبيعها لإحدى بنات الأشراف، مقابل حصة وفيرة من الطعام، ثم عمدت للضفيرة الثانية وقامت ببيعها، للإنفاق على زوجها النبي عليه السلام. حين علم النبي -عليه السلام- أنَّ زوجته باعت ضفيرتي شعرها لمساعدته والإنفاق عليه، تألم كثيرًا وحزن، ورقَّ للحال الذي وصلت إليه زوجته، عند ذلك آثر أن يدعو الله تعالى ليكشف عنهم البلاء الذي جعل زوجته تعمل أيَّ شيء ممَّا أحلَّه الله تعالى لمساعدة زوجها وحتى يتجاوز هذا الامتحان بكامل الصبر والاحتساب.
بعد أن تمَّ الأجل المقدَّر من الله تعالى لابتلاء النبي بالمحن، وبتيسير وتقدير الله دعا النبي ربَّه بأدب أن يكشف عنه البلاء الذي أصاب جسده وماله وأولاده، استجاب الله تعالى لدعاء نبيه أيوب عليه السلام، فانفرجت عنه وعن زوجته الكرب ورفع الله البلاء عنهما، فأمره تعالى بأن يضرب رجله بالأرض، لينبع نبع من الماء فيغتسل منه ويتعافى من أي بلاء كان قد أصاب جسده، وضرب برجله في موضع آخر فنبع ماء، فأمره تعالى بأن يشرب منه، وبهذا تكاملت العافية فيه عليه السلام،وكوفئ على صبره بفقد الولد بأن أعاد الله له أهله ومثلهم معهم، واختلف العلماء بطريقة إعادة أهله على أقوال، وهي :أنهم أُحيوا بأعيانهم، ورزقه الله -تعالى- مثلهم في الحياة الدنيا، حيث يقال انه خُيِّر ما بين إحضار أولاده بذواتهم، أو تركهم في الجنة، على أن يؤتى له بأمثالهم، فاختار أن يبقوا في الجنة، وان يؤتى بمثلهم في الحياة الدنيا. أنَّ الله أعطاه أجر فقد أولاده في الحياة الآخرة، ورزقه الله تعالى بأمثالهم في الحياة الدنيا. ومع اختلاف الآراء، كان الاتفاق على أنه كوفئ بالمضاعفة من نعم الله تعالى المادية والمعنوية، على ما قدَّمه من صبر واحتساب في المدة التي ابتلاه الله بها، وأمَّا زوجته فقد أعيدت إلى مرحلة الشباب.
تُوفِّي النبيّ -عليه السلام- وله من العمر ما يزيد عن التسعين عاماً، دفن بجوار زوجته بقريه الشيخ سعد القريبة من دمشق
فمن هو النبي عليه السلام
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...