( ٢٤ )
رباعيات الأحزان
(( فوازير الأنبياء ))
للحزن في قلبي مكان
----------------------------
أجابة الحلقة الثالثة والعشرين :
سيدنا سليمان علية السلام
-------------------------------
(( الحلقه الرابعه والعشرون ))
ينتهي نسب النبي للنَّبي إبراهيم عليه السَّلام و هو من نسل يهوذا ابن سيدنا يعقوب وقد جُمع داوود في نسله الملكَ والنُّبوة ولم تجتمع لغيره، لقد ذُكر في الكتب أنَّ النبي هو أصغر إخوته ويملك اثنا عشر أخًا، وكان بارعًا جدًا بالقذف بالمقلاع.
ومهنة النبي -عليه وسلام- كانت صناعة الدروع وتليين الحديد، حيث كان الحديد بيده كالشمع أو كالعجين يصيره كيف يشاء وذلك لقوة اختصه الله -عز وجل- بها، فهو أول من صنع الدروع وقبله كانت على شكل صفائح، ولم تكن كاملة ومشكلة على الوجه المطلوب، وكانت مهنة النبي تدر عليه الكثير من المال فينفق على نفسه وعياله ويدخر منها ويتصدق على الناس، حيث كان يصنع الدروع بسرعة وإتقان ويتقاضى على هذا أجرًا كبيرًا، وقيل في سبب تعليم الله -عز وجل- هذه المهنة وتليين الحديد له أنه كان يخرج متخفيا ليسأل بني إسرائيل عن نفسه فيعرف رأيهم به فصادف ملَكا قد تصوّر بهيئة إنسان ولما سأله عن رأيه به، أجابه بأنه نعم العبد لولا أنه يأكل من بيت المال، فدعا النبي -عليه السلام- ربه أن يسخر له مهنةً وعملًا يكسب منها قوته وقوت عياله ويسهلها له، فأعطاه تلك القوة على تليين الحديد وصناعة الدروع وغيرها
تبدأ قصة النبي مع طالوت وجالوت منذ أن أوحى الله لنبيه أنَّ هناك غلام سيقتل جالوت وسيكون الملك، وآية ملكه أن يفيض الماء من قرن يضعه النَّبي على رأسه، واتَّفقت هذه العلامات مع النبي -عليه السلام- وكان وقتها راعيًا للأغنام، ولما أمر الله تعالى طالوت أن يغزو أهل مدين ويقتلهم جميعًا خالف طالوت أمر ربه وأبقى ملك مدين حي. فعاقبه الله بنزع الملك منه وجعله في النبي عليه السلام، وذلك بعد أن برز طالوت بجيشه وجالوت بجيشه، فقال جالوت لطالوت بارزني أو أخرج من يبارزني وإن قتلني فله ملكي، فبرز النبي لجالوت في المعركة فقتله، واجتمعت بني اسرائيل حول النبي وأحبَُّوه، فآتاه الله الملك والنُّبوة.
وسمع مرَّة نداء طالوت أنَّ من يقتل جالوت سيزوجه ابنته وينصِّبه ملكًا، وإذ بحصيَّات تتحدث للنَّبي بأن يقتنيها ففيها قتل جالوت، فالتقطها وأدارها بمقلاعه وقتل جالوت بها وتزوَّج ابنة طالوت وتنصَّب ملكًا على بني اسرائيل اللذين أحبُّوه لعدله وحكمته، فقد أوتيَ بالإضافة للنُّبوة والملك الحكمةَ في فصل الخصام بين المدَّعين
وقد آتاه الله سلسة معلقة من السَّماء لتساعده في القضاء بين النَّاس، وما كان يميِّزه هو جمال صوته وترنُّمه أثناء القراءة، حتَّى قيل أنَّ من يسمع صوته لا يستطيع الابتعاد عنه، وقد اتَّسم بالقراءة السَّريعة لكتابه مع التَّأمل والتَّرنم، فقد كان يقرأ الزَّبور بينما يُسرج له خيله، والزَّبور هو كتاب النبي عليه السَّلام
وقد كان يحتوي على مئة وخمسين سورة لكن لا يوجد فيها أحكام تعلَّق بالحلال والحرام، بل عبارة عن مواعظ وحكم، وهو أحد الكتب السماوية الأربعة التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه عليهم السلام.
آتى الله تعالى النبي -عليه السلام- الحكمة وفصل الخطاب؛ والحكمة تعني النبوّة، وقيل هي السنّة أو علم السنن، أمّا فصل الخطاب فقد عبّر عنه السلف بأكثر من معنى، فقيل هو: القضاء والفهم به، وعلم القضاء، والفهم بشكل عام، وقيل هو إصابة البيّنات وتكليف المدّعي بالبيّنة وتكليف المدّعى عليه باليمين، وقيل هو الأيمان والشهود.
من معجزات النبي -عليه السلام- تسبيح الجبال والطير معه، وسبب تسبيح الجبال والطيور مع داوود هو أنّ الله تعالى قد آتاه صوتًا حسنًا ومنطقًا جميلًا، فكان عندما يقرأ في الزبور تسمع الجبال والطيور قراءته فتجيبه، فإذا سبّح سبّحت وذكرت الله معه ، وفي هذه المعجزة بيان لفضل النبي وهو بلوغه مرتبة عالية جدًا في القرب من ربّه، والشفافية مع مخلوقات الله، فكان تجرّده لله وحده وسيلة لانزياح الحجب أمامه وانكشاف المستور، فالتقت معه المخلوقات في تمجيد خالقها.
و ذُكر أنَّ إبليس تلبَّس على هيئة طائرٍ من ذهب ووقف بالقرب من النبي عليه السلام، ولمَّا أراد النَّبي بلوغه إذ بامرأة تغتسل بالقرب منه، فنفضت شعرها وسترت نفسها به فأحبَّها، وكان زوجها جنديًّا في جيش النبي -عليه السلام- واسمه أوريا بن حنا، فطلب داوود -عليه السلام- من قائد جنده أن يُقدِّم أوريا في القتال ليكون في مقدمة الجند. فقتل أوريا وتحللت المرأة للنَّبي فعاتبه الله على محبته امرأة ليست له، وهذا من ذنوب الأنبياء التي يعاتبهم الله عليها، وقيل إنَّما كانت نيته في تقديم أوريا أنَّه ذو بأس وقوة وكان يرجو النَّصر على يديه وأن يكفيه الله وجوده.
وقيل أنَّ عمره كان ستين سنة ولكنَّ النَّبي آدم -عليه السَّلام- طلب من الله يزيد في عمره أربعين سنة ويأخذها من عمره، وبهذا عاش النَّبي مئة سنة، ومما ورد عن مدة ملكه أنَّها أربعين سنة ولم يرد في نصوص الأحاديث ما يكذب هذا أو يصدِّقه، وتوفي يوم السَّبت و قصه موته أن النبي كان فيه غيرة شديدة على حريمه، فكان إذا خرج أغلق الأبواب فلم يدخل أحد على أهله حتى يرجع، قال: فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة؟ والله لتفضحن بداود، فجاء النبي فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له النبي: من أنت؟ فقال: أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا أمنع من الحجَّاب، فقال النبي: أنت والله إذًا ملك الموت، مرحبًا بأمر الله، ثم مكث حتى قبضت روحه، فلما غسل وكفن وفرغ من شأنه طلعت عليه الشمس - وكان القيظ شديدًا - فقال سليمان للطير: أظلي على النبي فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض - وقيل: كتمت من شدة تلاصقها الريح، فضاقت أنفاس الناس - فقال سليمان للطير: اقبضي جناحًا لتظلل سيدنا النبي بأجنحتها
فمن هو النبي عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق