من كتاب الحب الالهى(
الحلقة 24)
الحب الاعظم
_______________________
عرفنا فى الحلقة السابقة اعلى الدرجات فى الجنة وهى درجة الانبياء واولى العزم من الرسل واليوم نتعرف على الدرجة الثانية من اعلا درجات الجنة على حسب درجة محبة صاحبها وهى درجة الصديقين فلا يوجد غير صديق واحد فى هذه الامة
سؤال لا اظن الكثير منا فكر فيه ولكنه مهم
لماذا ؟ لو وزن ايمان ابو بكر فى كفة وايمان الامة لرجحت كفة ايمان ابو بكر
لماذا ؟ اختاره النبى لصحبته فى الهجرة دون غيره من الصحابة
لماذا ؟خلفه النبى فى الصلاة فى وجود ه صلى الله عليه. سلم دون غيره ونهر عائشة حين قالت له اامر غيره بالصلاة بدلا منه وقالت انه رقيق ولايسمع الناس صوته فقال لها انكن صواحيبات يوسف كل هذه الاسالة لابد ان تطرح ويكون لها اجابات شافيه لانه لم يحدث كل ذلك بدون اسباب ولم يحظى احد اخر بكل هذه المكانه غيره فى الامة قاطبه من بداية الرساله الى قيام الساعه فما السر وراء كل ذلك ياترى هل لانه اكثر الصحابة صلاة او صيام او اكثرهم حفظا للقران او اقواهم فروسية واشجعهم فى القتال او اكثرهم علما وحصل على الشهادات العليا فى علوم الدين ام انه ماذا؟
___ان ابى بكر الصديق لم يبلغ كل هذه الدرجة الا بشيء قد وقر فى قلبه يعلمه الله ورسوله نعم ولكن هذا القول لايشفى صدر المتفكر فى ذلك ولابد للايمان من عمل يصدقه فلننظر فى اعماله ونرى هل تميز بافعاله عن كل المسلمين ام لا فنقول وبالله التوفيق
ان ابى بكر كان صديق النبى قبل البعثه فكان اول من امن به وبرسالته وكان صاحبه طيله فتره البعثة لايفارقه ابدا الاحين يرجع الى داره ليستريح وكان يدفع عن النبى الاذى حتى انه كان يضرب بدلا منه ويتلقى عنه الاذى وهو يبكى ويقول لا افلح الله قوما ادموا وجه نبيهم وحين راى بلال يعذب اشتراه واعتقه وهوفى اشد الضيق والبلاء فى مكة وحين الهجره سخر كل نفسه وماله واولاده فى خدمة النبى صلى الله عليه وسلم فاشترى راحلتين وجعل ولده عبد الرحمن ياتيه بخبر القوم وابنته اسماء تاتيهم بالطعام وراعى غنمه يسقيه من البانها ويمحو اثرهما فقد سخر كل مايملك نفسه وولده
وماله فى سبيل الله حتى حين ساله ابوه هل ترك لابنائة مال اثناء الهجره وضع الاحجار فى كيس وقال له تركت لهم الكثير هل هذا فقط بل انه فى غزوة بدر كان يبحث عن ولده محمد فى صفوف المشركين ليقتله وقبل ذلك حين اسرى بالنبى كذبه كل الناس فوجد المشركون الفرصه ليشككوا ابو بكر فقالوا له ان صاحبك يزعم انه اسرى به وعرج الى السماء وهم يضحكون على عدم تصديق هذا الامر فكان رده مفاجئة للجميع فقال لهم ان كان قال ذلك فقد صدق ولم يفعل ذلك احد غيره فى مواجهة المشركين وكان خوفه على النبى اثناء الهجرة بان يمشى تارة امامه وتارة خلفه وتارة عن يمينه وتاره عن شماله وكان يخاف ان يمس رسول الله اى مكروه وحين كان صلح الحديبيه وكانت الشروط مجحفة فى نظر الصحابه حتى قال عمر ماشككت الافى هذا اليوم فذهب لابى بكر وقال السنا على الحق قال له نعم قال فلما نعطى الدنية فى ديننا فقال هذا امر الله ورسوله ولم يعترض عليه بل كان يثبت الناس على راى رسول الله . وذات يوم سال رسوالله اصحابه فقال من منكم صلى الصلوات الخمس فى جماعة فكان من بينهم ابو بكر وقال انا فسال من تصدق اليوم فقال ابو بكر انا فسال من صام فقال انا فسال من شيع جنازه فقال انا فسال النبى من عاد مريض فقال ابو بكر انا فكان رضى الله عنه الاول فى كل اعمال البر حتى جاء يوم حث النبى اصحابه على الصدقة لتجهيز احد الغزوات فقال عمر اليوم اسبق ابى بكر فى احدى اعمال الخير فجاء الى النبى ووضع نصف ماله فى حجر النبى فقال له ماابقيت لاهلك قال عمر ابقيت لهم نصف مالى فجاء ابو بكر فوضع ماله فى حجر النبى فقال ماابقيت لاهلك قال ابوبكر ابقيت لهم الله ورسوله فقال عمر فعرفت انى لن اسبق ابو بكر الى معروف ابدا ويوم وفاة النبى وفتن الناس وقام عمر وقال ان النبى لم يمت بل ذهب ليكلم ربه وسيرجع ومن قال ان محمد مات ساضرب عنقه فجاء الصديق لينقذ الناس من الفتنه ويقول من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فالله حي لايموت وتلى قوله تعالى(وما محمد الارسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين )قال عمر وكانى اسمع تلك الاية اول مرة
وقد عصم الله امة الاسلام بابى بكر بعد فاة النبى وارتدت القبائل من العرب فحاربهم وحين اعترض عمر على قتالهم قال مالك ياعمر اجبار فى الجاهلية خوار فى الاسلام والله لاقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاه ولو منعونى عقالا كانوا يؤدونه الى النبى لقاتلتهم عليه
ذلك الرجل الاسيف الرقيق ينقذ الامه ويصبح اسد الاسلام ومغوارا فى الحق ويقول ذلك لعمر اقوى رجل فى المسلمين ماسر كل ذلك
انه ذلك الشيء الذى وقر فى قلبه ياساده انه المحبة لله ورسوله و الايمان الذى ان وزن بايمان الاامة لرجحت كفة ابو بكر صديق امتنا رضى الله عنه وقد ذكره الله فى اكثر من موضع فى القران بالاشارة اليه منها (اذ يقول لصاحبه لاتحزن ان الله معنا)رحم الله ابى بكر ورض الله عنه وعن الصحابة اجمعين فتلك الدرجة الثانية فى اعلا الجنة وهى درجة الصديقين على قدر محبةالعبد لربه نسال الله ان يحشرنا معهم
________________________________________
بقلم/محمودعبدالمتجلى عبدالله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق