الأحد، 1 يناير 2023

شاخ الزمان محمد حسام الدين دويدري

 شاخ الزمان

محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــ
ما خَطبُ قلبي في المسالك لاهيا...؟!=شاخَ الزمانُ ولم يزل متجافيا
أجري وراء سرابه في غفلةٍ=وأُريقُ عُمراً يستجير مناجيا
ضيعتُهُ في زيف كسبٍ زائلٍ=وجلستُ أندُبُهُ زماناً باقيا
ومضيت ألهث في رمال رغائبي=طوراً؛ و طوراً أستغيث الساريا
وأُجيل طرفي بين خَلقِكَ سائلاً:=فيمَ التعالي نَصْلُهُ بلهاتيا
وا غفلتي...، والعمر ينفد مسرعاً=والقلب لاهٍ في الصدى أو غافيا
يقتات من عَرَضٍ تناثر عَصفُهُ=ويتوه في السيل المسافر عاصيا
فكأنما الأوهام بات شِواظُها=سيلاً طغى يجتاحنا متباهيا
حتى غدونا كالفَرَاشِ إذا مضى=فوق اللهيب مرمَّداً أو زاهيا
إنْ أخطأتْهُ النار طار مُحَلِّقاً=أو راح يهوي في المهالك فانيا
واخجلتاه مِنَ السؤال إذا انتأى=كفي عن الأفعال أين حصاديا ؟
إذ ليت لي عَودٌ لأعمل صالحاً=هيهاتَ...؛ ما عاد الورى من آليا
لا شيء في تيكَ المواضي غير ما=قدّمتُهُ في العمر إنْ أنجانيا
فالكنز ضحلٌ والجَنَى فيه القذى=لولا الغَفورُ فما لقلبي شافيا
أسقي الثرى صمتي وأمضي صابراً=ما حيلتي والكلّ أضحى نائيا
وأنا مٌسَجَّىً في رماد أصابعي=وجميل عفوك مطلبي ودوائيا
رباه إني ما عصيتك لابساً=ثوب التحدّي أو عصيت معاديا
وأنا الضعيف وباب عفوك واسعٌ=فامنُنْ عليّ بنظرةٍ ترقى بيا
واجعلْ يَدِي في الخير مِنجل رحمةٍ=واجعلْ فؤادي من عطائكَ صافيا
إني أنا العبد الفقير...، ومَنْ أنا...؟!=إنْ لمْ أكنْ في درب نصرك ماضيا
أبدعتَ خَلْقي فاهدِني كَسبَ الرِضا=واجعلْ خِطابي بين خلقك زاكيا
مُتَرَفِّعاً عن كلّ حقدٍ ؛ رافضاً=قيدَ التراخي مُسعَداً ومُعانيا
كم مِنْ زمانٍ في الضَياع تحطّمتْ=مرساته فغدا طويَّاً خاويا
في سلّة الأحزان غاص مضرَّجاً=بلهاثِ جهلٍ صار نسياً باليا
ً يا ربّ إنّي قد أتيتك حاملاً=قلباً يناجي في الليالي خاليا
يحسو دموعَ رجائه في حَسرَةٍ=متذلِّلاً...، متضرِّعاً...، متباكيا
علّي أفوز بنيل عفوِكَ شاكراً=وأنال من نعماك قدراً ساميا
يُثري اصطباري في الحياة تيقُّني=أن التقى في المُشتَكَى أولى ليا
.......................الثلاثاء 22/2/2002
من مجموعة: "مواسم الرحيق
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏لحية‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...