الثلاثاء، 17 يناير 2023

تَـفَـقَّـدي فـؤادي

 تَـفَـقَّـدي فـؤادي

لـمَّـا هـواهـا الـقـلـبُ قـامَ تَـكَـرُّمـا
أعطـى لـهـا كـلَّ المـواطِـن مَـغـنَـمـا
لـمَّـا رأَتـهـا العينُ بـانَ بـريـقُـهـا
مَـلَـكَـت فـؤادي دونِ أن أَتَـكَـلَّـمـا
الـشَّعرُ شـلّالٌ كَـأنَّ نـجـومَـهُ
فـي الليلِ تـلمَـعُ والهدوءُ بِهِ اِحتَـمَـى
الـحسنُ أهـدى لِـلـمـكـانِ مـلاحـةً
والـعينَ أعطَت لِـلوجـودِ تَـحـكُّـمـا
وشكى جميعُ الوردِ رونَـقَ خَـدِّهـا
وتَـمَـنَّـتِ الأزهــــارُ أن تَـتَـوسَّـمــا
ضَحِكَت فأزهرَتِ الورودُ على اللَّمَى
صـارَ الـتَّـغَـنُّـجُ في شِفاها بَـلـسَـمـا
ما جاءَ وجهُكِ في الرؤى إلّا بَـدا
نـوراً يـشِـعُّ بِـهِ الـمـكـانُ تَـضَـرُّمــا
أعـطَيتِ قـلـبـاً مُـذ أتـيتِ سـرورَهُ
فّجـمـالُ وجـهُـكِ يحتويـنـي كُـلَّـمــا
رقَّ النَّـسـيـمُ فطافَ حولَ عَـبيـرِهِ
عِـطـرٌ بِـهِ فَـحـواكِ حـتـى أَلـهَـمـا
الـقـلـبُ يُـهـديكِ الـمـودَّةَ بَـلـسَـمـا
والـروحُ تُـعطيـكِ المـحـبَّـةَ سُـلَّـمــا
بَـلَّلتِ من ظَمَـئـي ومن ولَهِي هَوىً
حتى لَـعـمـري قد سُـقـيـتُ الـزمـزَمــا
أنـا لـن أكـونَ لِـغيرِ سُعدى عاشقـاً
هِـيَ والهوى يَـتَـمَـوسَقـانِ تَـنَـغُّـمــا
قد أرضَعَتني الحبَّ مُذ جِئتُ الهوى
أَرَأيـتُـمُ مِـن عـاشِـقٍ أن يُـفـطَـمـا؟
ياقـلبُ مـا بِـكَ تـستَفيـضُ صبـابـةً
قـد كنتَ حـقـاً لِـلـحـبِـيـبَـةِ تَـوئَـمـا
مـا بـالُ نَـبـضِكَ والأنـيـنُ يطوفُـهُ
فـالآهُ تـقـتُـلُ مـا بَـنَـيـتَ لِـتَـسـلَـمـا
مـهَّـدتُ فِـيـكَ نـوالَـهـا وجـمـالَـهـا
هـذا الـغـرامُ فَـطُـف بِـهِ مُـتـرَنِّـمـا
إنَّ الـذي قـالَ الـمـحـبًّـةَ حُـرقـةً
لــم يُـعـطِ من حـقِّ الـمـحـبَّـةِ إنَّـمـا
أخفَى المحـبَّـةَ طيبَـهـا وبـريقَـهـا
وتَـسَـوَّرَ الأحـزانَ كـي لا يُـسـقَـمــا
إنِّي لَـنِـلـتُ الحبَّ من يَـدِهـا كَـمَـن
نــالَ الـجـوابَ قـبـيـلَ أن يَـتَـكَـلَّـمــا
إنَّ الَّـذيـنَ تَـربًّـعـوا عرشَ الهوى
وتَـوضََـأُوا بِـالـحُـبِّ حـتى أفَـعَـمـــا
ما بـالُـهُـم شاخُوا وبـانَ نُـحولُـهُـم
والآهُ تَـطـلِـقُـهـا حـشاهُـم غَـمـغَـمــا
وأنـا الذي مـا نِـلـتُ قِـسـطَ عدالـةٍ
أو نِـلـتُ حـظًّـا في الـمحبَّـةِ رُبَّـمــا
لـم تـنطَـفِ الآهـاتُ فيكِ نحيبَـها
هـل من دواءٍ كـي أعيشَ وأُرحـمـا؟
رفـقـاً بِـصَـبٍ لـم يَـنَـلْ من حـبٍّـهِ
سِـوى جـوىً وبـهِ الفؤادُ تـحطَّـمــا
يحتـاجُ وصـلاً غـيـرَ أنَّ وصـالَـهُ
ألـفَـى لِــذاكَ البَـيـنِ أن يَـسـتَـسلِـمــا
عَـطفَـاً على قـلبٍ هواكِ بِـلحظـةٍ
ما كانَ مِن عَـنَـفِ الهوى أن يَـسلَـمــا
فـأنـا أُحِبُّـكِ مُـذ تَـهجَّى في الهوى
قـلمي ، ومُـذ كُـتِبَ الـقَصيدُ ونُـظِّـمــا
قَـلمـي ومِحبَـرتـي وقـلبي عـاشقٌ
يبقى الشعـورُ لِـحُـبِّ غـالِـيَـتـي فَـمَــا
فـتَـكَسَّرَ الظِـلُّ اليتيمُ لـوحشتـي
واللهِ مـا تَـركَ الـهـوى لـي مَـنـسَـمـا
فتَـرَكـتُ بـابَ البيتِ مفتوحـاً لَـهـا
وَجـعـلتُ كـلَّ القلبِ فـيـهـا مُـغـرَمــا
رَضَـتِ السكوتَ ولم تُـبـالي أنَّـنـي
لا زِلـتُ أنـتَـظِـرُ الـجـوابَ تَـكـتُّـمــا
أَ سـعـادُ مـهـلاً في حبيبٍ عاشقٍ ؟
لـم يـنـجُ من لَـهِبِ الهوى مُـذ أقـدَمــا
كونـي لـهُ كـالروحِ روحـاً وانصِفِي
هـل يَـكتَـسِـي ثـوبَ الـبـراءةِ آثِـمـا؟
تَـلَـفي عليكِ ولـهـفَـتي مـا نـالَـهـا
قـلـبٌ مُـتَـيَّـمٌ أو حَـبـيـبٌ قَـلَّـمــا
ياسر محمد الناصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...