قُبَالَتِي في المقهى!
كانت جالسة قُبَالَتي في المقهى
حيث كنا نهمس لبعضنا بضع كلمات
وفوق الطاولة قهوتي المفضلة
أتذوق القهوة وهي تنظر لي
خجولة بطيئة الحركة بابتسامتها الباهتة
وأنا أيضا أنظر إليها حين تتذوق
أغار عليها حتى من الليمون المُتَذَوَّق
أشعل السيجارة وازفر دخانها المتطاير
تتأمل في الدخان المتصاعد
تسافر من هنا.. إلى حيث لا أعرف
اختطف بعض النظرات إليها
وهي تائهة وكأنها خرجت من هذا العالم
سافرت بخيالي أنا الآخر..
غرباء أصبحنا نحن الإثنين هنا!
كنا لا ننتمي إلى هذا الفضاء
أهمس لها وهي تنصت لي بتمعن
أتكلم وأشرح لها وهي تنظر لي
هل تسمع كلامي الآن؟!
قلت في نفسي!
أم سوى تتأمل قسمات وجهي؟!
مبتسمة لي ابتسامة عاشقة متيمة
كنت هائما في تقاسيم وجهها المشع
كنا أمام بعضنا هنا في المقهى
ولا شيء هنا قد يفسد هذا الانسجام
عيوننا تنظر في أعماق عيون الآخر
أتذوق بين الفينة وأخرى قهوتي
أشرب السيجارة وأسافر هناك
كانت هي الأخرى تسافر
نعم تسافر إلى فضائها المفضل
بين دخان السيجارة المتطاير
ينتابني إحساس رهيب
لست الآن أنا الأول قبل الجلوس
ولا هي قد تبدو كذلك أيضا
غرام الهوى حولنا إلى عشاق زماننا
إنها ليلى في هذه الليلة المقمرة
وأنا قيس ليلى المغرم في هذا اللقاء
طاولة كانت تفرق بيني وبينها
حوارات و همسات ونظرات خجولة
قد جمعت بين قلوبنا في هذه المقهى..
-بقلم: محمد دومو
-مراكش/ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق