الاثنين، 29 أغسطس 2022

ذاكرة و حنين

 ذاكرة و حنين

ها أنتَ ذا وحيدا
ماذا ستفعل في ليلكَ
الملتحف كحل عينيها
كيف ستقتل ماضيها فيك
كيف ستقتل صباك
و قلبكَ الجريح بعده
يخفق بين يديها
كيف ستقنعه
أنّ ما كان قد فات
و أنّ الحبّ بينكما
قد مات
و حتّى إن لم يمت
وجب قتله
كي تستمرّ الحياة
وحيدا كنتُ
حين سكبتُ
من بين أضلعي ماضيّ
جرعة فجرعة
و ارتشفته كفنجان قهوة
لأغرق في بحر الذّكريات
أغمضتُ أجفاني
أرخيتُ جسدي
دون أن أشعر
بمرور الدّقائق و السّاعات
وحيدا كنتُ
حين استيقظ الطّفل بداخلي
و سألني عنها
أين خلاصة الأماني
أين نجمة القطب العالقة
بذاكرة السّفن و المواني
أين الوردة التّي زرعتَها
ذات يوم في جناني
أبعد كلّ هذه السّنين سألته
أمازلت تذكر
كيف لا و أنتَ
بعدكَ غضّ لم تكبر
ثمّ من أيقظك أيّها الشّقيّ
أين هي قال
أين التي غزا عشقها الشّرايين
و القلبَ احتلّ
اختلفتْ الدّروب
و لا أدري ما الحلّ
كنتُ في سنّك
حين تركني الزّمان
على رصيف المحطّة
وحيدا و رحل
كنتُ بالكاد تعلّمتُ
أن أرسم على وشاحها قلبا
لكنّ السّهم انفلت من يدي
شطر قلبي نصفين و اضمحل
نم أيّها الصّغير
و إيّاك أن تكبر
نم على طهر و براءة
نم على صدق و نقاء
فالحياة أضحت
أقسى و أخطر
و العشق أمسى أسطورة
في ذاكرة الأجيال تحفر
أين التي ذات عيد
علّمتني الحبّ
و شاركتني أولى خطواته
أين التي خطّتْ نبضي
و رسمتْ ضحكاته
أين التي زرعت
بأناملها بذرة الشّعر الاولى
نم يا صغيري
و إيّاك أن تستفيق
فالقلب بات هشّا
ككوخ من القشّ
و ما عاد في الحبّ
يحتمل أيّ حريق
بقلمي حسن المستيري
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏ذاكرة و حنين‏'‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...