* المرتزق ..*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
القاتلُ جاءَ من بلدٍ آخرَ
لأنَّ أحدَ جيرانِها البسطاءِ
هتفَ للحريَّةِ
لم تكنِ ابْنةُ عمِّي
تعرفُ شيئاً عن معنى الحريَّةِ
وزوجُها كان يعملُ في بلدٍ آخرَ
من أجلِ تأمينِ القوتِ لزوجتِهِ وأبنائِهِ
حاكمُ البلادِ تضايقَ من هذا الهتافِ
فسارعَ واستأجرَ القاتلَ
ليدفَعَ لهُ من خزينةِ البلادِ
مقابلَ قتلِ كلِّ أهلِ المنطقةِ
كانتِ الطّائراتُ تقصفُ بجنونٍ
كلُّ مَنْ لاذَ بخوفِهِ
والتصقَ بكلِّ ما قد تهدَّمَ
وابنةُ عمِّي كانت تلملمُ أشلاءَها
وتنزفُ رعشاتِ صوتِها
تحتَ السَّقفِ الهابطِ بغلاظةٍ
فوقَ استغاثاتِ صغارِها
عجزتِ المعدَّاتُ عنْ إنهاضِ الأنقاضِ
وماتَتْ ابنةُ عمِّي ولا تعرفُ
شيئاً عنِ الأسبابِ الموجِبةِ
لإعدامِها مع فلذاتِ كبدِها
أما القاتلُ الغضنفرُ
فقد أرسلَ حوالةً نقديَّةً
إلى عشيقتِهِ الماجنةِ والفاجرةِ
مع باقةٍ منَسَّقةٍ
منَ الصُّورِ الجميلةِ لدهشةِ القتلى
الأبرياءِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
١فهدالصحراء الجرئ
تعليقان
أعجبني
تعليق
إرسال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق