الشعر سبيل مواساتي
مِنْ دُونِكِ صِرْتُ بِلَا وَطَنٍ!
مَنْ دُونَكِ يُدْرِكُ مَأْسَاتِي؟
فَهَوَاكِ الغَائِبُ مُشْكِلَتِي
ضَيَّعْتُكِ قَبْلَ مُلَاقَاتِي
وَنِسَاءُ العَالَمِ لَآ تَكْفِي
عِوَضَاً عَنْ عَيْنِكِ مَوْلَاتِي
الحُزْنُ الحَالِكُ فِي عَيْنِي
يَتَشَهَّى ضَيَّ المِشْكَاةِ !
مِنْ بَعْدِكِ صِرْتُ بِلَا أٓتِي
يَا قِيمَةَ... كُلِّ الأَوْقَاتِ
يَا كَوْكَبَ سَعْدٍ نَابَضَنِي
يَا عِشْقاً طَهَّرَ لَذَّاتِي
فَغَرَامَكِ أَفْقَدَنِي وَعْيِي
وَسَلَبْتِ جَمِيعَ خُفَيْقَاتِي
وَغِيَابَكِ غَيَّرَ فِي شَكْلِي
فَلَعَلَّ عُيُونَكِ مِرْآتِي
قَدْ كُنْتُ أُفَتِّشُ عَنْ دُرَرٍ
تَتَأَلَّقُ فِي عُمْقِ الذَّاتِ
وَعُيُونُ النَّاسِ تُلَاوِمُنِي
إذْ أٓثَرْتُ اليَمَّ العَاتِي
إبْحَارِي كَانَ مُحَاوَلَةً
مَا كُنْتُ لِأُدْرِكَ قُدْرَاتِي
يَا كُلَّ جَمِيلٍ فِي الكَوْنِ
مَنْ ذَا سَيُرَنِّمُ أنَّاتِي
لَآ زِلْتُ أُفَتِّشُ فِي ذَاتِي
أَتَعَمَّقُ فِي قَاعِ الذَّاتِ
أَصْطَادُ بُيُوتَ الشِّعْرِ لِمَنْ
يَلْتَاعُ بِلَهْفَةِ مِرْآتِي
عَبَرَاتِي تَرْسُمُ أُغْنِيَةً
كَمِدَادٍ يَنْظُمُ آهَاتِي
الحُزْنُ الطَّاهِرُ فِي قَلْبِي
يَتَمَنَّى سُكْنَى الجَنَّاتِ
مَا كَانَ الشِّعْرُ بِإيحَائِي
لَوْ أنَّ النَّظْمَ بِأَبْيَاتِي
لَكِنِّي ذُبْتُ بِلَا قَصْدٍ
فِي جُبِّ عُيُونِكِ مَوْلَاتِي
أَتَوَسَّدُ طَيْفَكِ لَيْلَاتِي
أتَلَصَّصُ شَهْدَ خَيَالَاتِي
يَا هَمْسَاً يَسْكُنُ فِي أُذْنِي
فَمَلَلْتُ جَمِيعَ الأصْوَاتِ
ذِي حَالَةُ بَوْحٍ طَارِقَةً
قَلبِي فِي أقْصَى الحَالَاتِ
فَنَّانٌ يَرْسُمُ عَيْنَيْكِ
هَدَفَاً لِتَهُونَ مُعَانَاتِي
تَأْتِي بِمَخَاوِفَ تُنْكِرُنِي
وَمَبَادِئَ تَكْسَرُ فُرْشَاتِي
شَاهَدْتُ عُيُونَكِ تُبْصِرُنِي
فَشَهَرْتُ قِنَاعَ مُوَارَاتِي
لَابُدَّ وَ أَنَّكِ شَاطِبَةً
إسْمِي بِجَمِيعِ سِجِلَّاتِي
وَ أنَا أحْتَاجُ إلَى وَطَنٍ
أوْ مَعْنَيً يُدْرِكُ إثْبَاتِي
وَ لُجَيْنُ الشَّيْبِ يُلَاحِقُنا
مَنْثُوراً فَوْقَ الهَامَاتِ
الحُزْنُ السَّاكِنُ فِي حَلْقِي
يَتَشَهَّى صَمْتَ الأمْوَاتِ
يَاقَلْبُ حَنَانَكَ مِنْ لُغَةٍ
لَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الأشْتَاتِ
طَالَتْ كَمَسَافَةِ تِرْحَالٍ
مَا بَيْنَ المَاضِي وَ الآتِي
أَصْوَافُ الزُّهْدِ تُؤَرِّقُنِي
وَ حَرِيرُ الحُبِّ مَلَذَّاتِي
الحُزْنُ سَبِيلِي لِلشِّعْرِ
وَ الشِّعْرُ سَبِيلَ مُوَاسَاتِي
كلماتي :
أحمدعبدالمجيدأبوطالب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق