الاثنين، 18 يوليو 2022

هذا الرجل غريبا عنا

 هذا الرجل غريبا عنا

في فترة زمنية ليست بالبعيدة كان يحدث وخصوصا بالقرى المصرية الفقيرة هذا الفعل من خلال سماسرة
قد مات بداخلهم الضمير وما كان الأهم لديهم أن يستولوا
على مال الجزار مقابل تسليم الضحية وإستغلال فقر الأهل وشدة العوز بالأسرة فكان هذا الجزار صاحب الجلابية والعقل هو بمثابة فرص ذهبية للخروج من دنيا الفقر المدقع ولذلك كان ما يهم الأسرة المال الذى قد يحقق مستقبل الأسرة وصغارها بمستقبل أفضل ولذلك كانت نادية الفتاة الجميلة بنت إحدى القرى المصرية بصعيد مصر هي ضحية لمثل تلك المؤامرة التي بشكل قانوني وبرضا من رب الأسرة ولكن كان الزوج هذه المرة أصعب لأنه تم دون أن ترى العروسة ذلك العريس
الذي بيده مفتاح الجنة أو عريس الغبرة كما كانت تردد أم العروسة التى كانت تعلم بأن بنتها تميل بقلبها لتوفيق هذا الشاب المجتهد المحبوب المكفاح الذي تغالبه الحياة بضيق ذات اليد و ما إن حضر علوى السماسرة وعلي بيه المحامي إلي بيت نادية أسرع والدها في طالب مأذون القرية الشيخ عوض الذي آتى مسرعا لعقد الزواج فدخل وسلم على الحضور ثم جلس وطلب الشربات فتبسم المحامي ثم قال الشيخ عوض والله يا أستاذ رغم التقدم بالعمر ولكن ملامح وجهك ليست بالغريبة عليا فأنا أشعر بل من أكيد إن اعرفك فاتجه المحامي نحو الشيخ عوض ما بك ياعوض البلاغة والأدب فانتبه الشيخ إلى الصوت وقال مرحبا بعلي بيه المحامي بقرية الغلابة ثم كشر الشيخ عن أنيابه مناديا لوالد العروسة قائلا له ماذا تريد أن تفعل بإبنتك أتحب أن تكون جارية وخادمة تباع وتشترى اما تريد بيع إبنتك في سوق النخاسة بطريقة قانونية على يد محامي معدوم الأخلاق والضمير وقف المحامي ماذا تقول يا شيخ عوض ؟أنا علي السعيد المحامي ثم اكمل الشيخ عوض كان ينجح بتقدير مقبول ومكث بكلية الشريعة والقانون ثماني سنوات أي إنك محامي فاشل بإقتدار ثم اكمل كلامه مع والد العروس هل رأيت العريس؟هل تحدثت معه؟ كيف ستزوج إبنتك ؟هنا رد المحامي قائلا بهذا التوكيل يا شيخ عوض ثم أخذ العروسة بنفسي إلى المطار لتركب طائرة السعادة والهنا
قال الشيخ من فضلك إعطني التوكيل ثم قرأ خانة العمر العريس أربعة وستون عاما ثم سأل والد العروس كم عمرك؟ قال ثلاث وخمسون يا مولانا قال كيف تزوج إبنتك الرجل أكبر منك سنا ولكن هذا في صالح أخواتها الصغار ياشيخ عوض ولكن هذه جريمة شنيعة بحق بناتنا وهذا خداع للصمائر والشرع والدين كيف تعيش مع رجل مريض لا يقدر الحضور ليتزوج بنفسه انظروا جميعا إلى أنفسكم سماسرة وبائع أعراض محامي غشاش مخادع ومنافق بإقتدار واب يعني ضيق اليد وقلة الحيله وفتاة مسكين لاحول لها ولا قوة نظر الأب
ليحضن إبنته ويبكي ويخرج من من الصديري مبلغا من المال ليلقيه بوجه المحامي ويصرخ بصوت مرتفع هيا أخرج برا داري ياشيخ عوض هذا الرجل غريبا عنا لنسمع زغروطة من الأم لتعلن فرحتها بعدم زوج إبنتها
وهنأ يتحدث طلبا يد نادية للشاب الخلوق توفيق الذي كان يبكي وقد تحدث إلى الشيخ عوض قبل أن يدخل
دار ناديه ليقول الشيخ عوض على توفيق هذا الرجل قريب منا.
الكاتب/ إبراهيم شبل
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
٥
٦ تعليقات
٣٨ مشاركة
أعجبني
تعليق
مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...