هذا الرجل غريبا عنا
في فترة زمنية ليست بالبعيدة كان يحدث وخصوصا بالقرى المصرية الفقيرة هذا الفعل من خلال سماسرة
قد مات بداخلهم الضمير وما كان الأهم لديهم أن يستولوا
على مال الجزار مقابل تسليم الضحية وإستغلال فقر الأهل وشدة العوز بالأسرة فكان هذا الجزار صاحب الجلابية والعقل هو بمثابة فرص ذهبية للخروج من دنيا الفقر المدقع ولذلك كان ما يهم الأسرة المال الذى قد يحقق مستقبل الأسرة وصغارها بمستقبل أفضل ولذلك كانت نادية الفتاة الجميلة بنت إحدى القرى المصرية بصعيد مصر هي ضحية لمثل تلك المؤامرة التي بشكل قانوني وبرضا من رب الأسرة ولكن كان الزوج هذه المرة أصعب لأنه تم دون أن ترى العروسة ذلك العريس
الذي بيده مفتاح الجنة أو عريس الغبرة كما كانت تردد أم العروسة التى كانت تعلم بأن بنتها تميل بقلبها لتوفيق هذا الشاب المجتهد المحبوب المكفاح الذي تغالبه الحياة بضيق ذات اليد و ما إن حضر علوى السماسرة وعلي بيه المحامي إلي بيت نادية أسرع والدها في طالب مأذون القرية الشيخ عوض الذي آتى مسرعا لعقد الزواج فدخل وسلم على الحضور ثم جلس وطلب الشربات فتبسم المحامي ثم قال الشيخ عوض والله يا أستاذ رغم التقدم بالعمر ولكن ملامح وجهك ليست بالغريبة عليا فأنا أشعر بل من أكيد إن اعرفك فاتجه المحامي نحو الشيخ عوض ما بك ياعوض البلاغة والأدب فانتبه الشيخ إلى الصوت وقال مرحبا بعلي بيه المحامي بقرية الغلابة ثم كشر الشيخ عن أنيابه مناديا لوالد العروسة قائلا له ماذا تريد أن تفعل بإبنتك أتحب أن تكون جارية وخادمة تباع وتشترى اما تريد بيع إبنتك في سوق النخاسة بطريقة قانونية على يد محامي معدوم الأخلاق والضمير وقف المحامي ماذا تقول يا شيخ عوض ؟أنا علي السعيد المحامي ثم اكمل الشيخ عوض كان ينجح بتقدير مقبول ومكث بكلية الشريعة والقانون ثماني سنوات أي إنك محامي فاشل بإقتدار ثم اكمل كلامه مع والد العروس هل رأيت العريس؟هل تحدثت معه؟ كيف ستزوج إبنتك ؟هنا رد المحامي قائلا بهذا التوكيل يا شيخ عوض ثم أخذ العروسة بنفسي إلى المطار لتركب طائرة السعادة والهنا
قال الشيخ من فضلك إعطني التوكيل ثم قرأ خانة العمر العريس أربعة وستون عاما ثم سأل والد العروس كم عمرك؟ قال ثلاث وخمسون يا مولانا قال كيف تزوج إبنتك الرجل أكبر منك سنا ولكن هذا في صالح أخواتها الصغار ياشيخ عوض ولكن هذه جريمة شنيعة بحق بناتنا وهذا خداع للصمائر والشرع والدين كيف تعيش مع رجل مريض لا يقدر الحضور ليتزوج بنفسه انظروا جميعا إلى أنفسكم سماسرة وبائع أعراض محامي غشاش مخادع ومنافق بإقتدار واب يعني ضيق اليد وقلة الحيله وفتاة مسكين لاحول لها ولا قوة نظر الأب
ليحضن إبنته ويبكي ويخرج من من الصديري مبلغا من المال ليلقيه بوجه المحامي ويصرخ بصوت مرتفع هيا أخرج برا داري ياشيخ عوض هذا الرجل غريبا عنا لنسمع زغروطة من الأم لتعلن فرحتها بعدم زوج إبنتها
وهنأ يتحدث طلبا يد نادية للشاب الخلوق توفيق الذي كان يبكي وقد تحدث إلى الشيخ عوض قبل أن يدخل
دار ناديه ليقول الشيخ عوض على توفيق هذا الرجل قريب منا.
الكاتب/ إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق