السبت، 4 يونيو 2022

"المستنقع" قصة مسلسلة بقلم : تيسيرالمغاصبه ------------------------------------------ -٥- ،، لا مهرب،،

 "المستنقع"

قصة مسلسلة
بقلم :
تيسيرالمغاصبه
------------------------------------------
-٥-
،، لا مهرب،،
كمال لايمكن أن ينسى الإساءة أو الإهانه حتى لو كانت بلا قصد ،فأن كرامته سريعة الخدش،
وبالرغم من براءته من تهمة هتك العرض والاعتداء المتعمد على شاب ،إلا أنه لايزال يتذكر بعض العبارات البذيئة الموجهة إليه من البعض هناك ،ولازالت تلك العبارات التي تتهمه بشرفه ترن في أذنيه ؛منها"أخبرني كم ضاجعت من الجنسين ؟'
تبين أن الشاب كان بلطجي من خارج المدرسة وله سوابق ،أما الفتاة فسبق وإتهمت آخرين غيره بنفس الإتهام،
إبتسم عادل وقال له بإشفاق:
-عليك أن تشكر الله الذي أخرجك من تلك المصيبة ،وأن الشاب قد نجى من هراوتك وإلا أنت اليوم ليس هنا؟
كان كمال لايزال شارد الذهن وهو يشعر بالألم من مايحدث معه كذلك من ماسمعه من عبارات تسيء إلى كرامته،وماتركه مركز الشرطة من أثر عليه، وهو يتمنى أن يجد وسيلة ما يثأر بها لنفسه من كل شيء، أخرجه عادل من شروده الذهني عندما وضع يده على ركبته وهزه ملاطفا:
-لكن أنت مخطىء ياكمال ؟
-يبدو أني هنا في هذا المكان يجب أن أكون على خطأ دائما.
-ههههههه أنت لم تكن مضطرا للذهاب إلى الساحة الخلفية لتفقد المدرسة ،لأنه لن يحدث أي شيء للمدرسة بحد ذاتها ،فقط هي لتلك الأفعال لأنها المكان الوحيد المخفي بين البيوت حيث الظلام والأشجار والأسوار؟
-لكن كيف كنت سأقوم بعملي على أكمل وجه.
-عملك ههههه لاأحد هنا يقوم بعمله على أكمل وجه ،لكن إذا رغبت بذلك فيمكنك أن تراقب الساحة من خلال النوافذ دون الذهاب إلى هناك بينهم هههههههه؟
-............. .
-مهما سمعت ياصديقي من أصوات شجارات أو شتائم سكارى داخل الأسوار وخلفها وعلى البوابة في الليل ،لاتخرج بل إبق في غرفتك ولاتقحم نفسك في مشاكل لاداعي لها ؟
-صدقت ياصديقي ،منذ هذا اليوم سأبتعد عن كل ذلك.
* * * * * * * * * * * *
طلب كمال إجازته السنوية ليبتعد قليلا عن ذلك المستنقع ليعيد حساباته بكل شيء ،إجازته أمضاها في مدينة العقبه، زار خلالها بعض القلاع هناك وتذكر عمله السابق في التنقيب عن الآثار ،في ذلك الوقت كان قد كلف مكانه إثنان من زملاءه الأذنه بالتناوب ، وعندما عاد كانا يزورانه أحيانا ويطلبان منه أن يدخلا إلى المدرسة، وعندما سألهما عن سبب ذلك الطلب صارحاه بأنهما يدخلان إلى الغرف الصفية لينظرا من خلال نوافذ غرفها المظلمة إلى نوافذ الشقق المجاورة المفتوحة في الليل وتحديدا غرف النوم ،والتي تبقي ستائرها مفتوحة طوال الليل،
فلا أحد من سكان تلك الشقق يخطر في ذهنه أن أحدا ما يراقبه من الغرف المظلمة في المدرسة ولهذا السبب كانوا يتركون الستائر مفتوحة ،
قال كمال في نفسه بدهشة "أيها الشياطين "
* * * * * * * * * *
منذ حادثة الساحة الخلفية لم يعد كمال يذهب إلى هناك أبدا وإكتفى بحراسة الساحة أو مراقبتها من داخل الغرف الصفية ذات النوافذ المطلة عليها ،
وفي المساء كان كمال يرى أشباحا تدخل وتخرج ،فلم يهتم لأن ذلك لم يعد يعنيه ،خصوصا إن لم يقوموا بأي تخريب في المبنى كتكسير النوافذ ،وتخريب مواسير تمديدات شبكة المياه وغير ذلك،
يوما ما رأى مشهدا غراميا حارا تحت أشجار الصنوبر ..تأمل ذلك المشهد جيدا بعد أن إتخذ قراره بعدم التدخل ،إقتصر المشهد على تبادل القبل ..بعد أن إنتهى العشاق من لقائهما وروي ضمأهما ..سارا بإتجاه الحائط ..تسلقاه بخفة ..وضحت وجوههما عندما وصلا إلى عمود النور ..هز كمال رأسه أسفا عندما تأكد إنهما من نفس الجنس ..فتيان ،
لازال الشيطان يزين له كل مايراه فتذكر ماقالاه له زملاءه عن النوافذ المطلة على الشقق ،فشعر وهو في الظلام برغبة ملحة بأن يذهب إلى النوافذ المطلة على غرف نوم الشقق الملاصقة للمدرسة ،هو نفسه لايعلم كيف فعل ذلك ..لكن الشيطان قد زين له ذلك وفرش طريقه المظلم بالورود،فوجد نفسه ينتقل من نافذة إلى أخرى ،فاهو أمام غرفة النوم الأولى..فبدى كما وأنه أمام فلم إباحي ..أطال المكوث فلم تكبحه أو تعزره أخلاقه ولا مبادئه هذه المرة،بل شعر بماهو عكس ذلك، فألحت عليه غرائزه المكبوتة بإنصاف نفسه ،أو أن يثأر لها هذه المرة،
شعر بالدهشة عندما تأكد بأن الرجل الذي مع المرأة ليس زوجها وإنما هو شخص أخر قد رآه عدة مرات أثناء مروره بإدارة المدرسة عدة مرات،
ينتقل إلى غرفة أخرى
فيرى ماهو أكثر فداحة، فيشعر بالدهشة من الرجال كيف يكونون في الطريق وأمام الناس ،وكيف يصبحون في غرف النوم على الأسرة،
وتستمر زياراته إلى تلك النوافذ ليصبح كما وأنه من أصحاب تلك الشقق ،وتحديدا غرف النوم،
هذا الرجل المحترم يجثم على ركبتيه أمامها،
وذاك مع زوجته يبدو كما وأنه يشعر بالنفور والإشمئزاز منها ،أو أنه يقوم بواجب مفروض عليه ،لكنه يتفاجأ به هو نفسه في غرفة نوم شقة أخرى يقوم بأفعال لايمكن وصفها مع زوجة رجل أخر،لو فعلها بمثل ذلك الإتقان والصدق مع زوجته لما وجد شيء أسمه خيانة زوجية،
لماذا يرغبون بالحرام ويمارسونه بإتقان وإخلاص ،وينفرون من ماأحله الله لهم.
* * * * * * * * * * *
شعر كمال باحتقاره لنفسه هذه المرة بعد مافعله وماجرته إليه أحقاده ورغباته المكبوته دون أن يستطيع كبح جماح رغباته حتى لو كانت مجرد أفكار ونظرات ،فيسأل نفسه كيف كان ؛وكيف أصبح،
فهو لم يعد أيضا عنده المقدرة على التسامح ،يوما ما قال له صديقه عادل:
-هل أقول لك شيئا وبصراحة ودون أن تغضب مني ؟
-تفضل قل ياصديقي.
-أنت شاب غبي؟
-............... .
-بالرغم من كل ماتملكه من مزايا يمكن أن تمكنك من العيش في عسل دائم ودون معاناة أو قلق؟
-............... .
-أنت غبي...غبي؟
بالرغم من أن كمال فهم بسرعة ماذا يعني عادل بكلامه ألا أنه غضب وقال بتوتر :
-ألا ترى بأنك تتمادى في إهانتي ياصديقي.
-أذا أنت لازلت تعلم بأني صديقك،وإن كنت تعلم حقا فعليك أن تعلم أيضا أن الصديق لاينافق صديقه،وأعيد وأكرر بأنك غبي ..ولذلك أنت خاسر دائما ..خاسر لدنياك ولآخرتك معا ،والأن اسمح لي بالمغادرة حتى لااتمادى في صراحتي ؟
نهض عادل واقترب من كمال وإنحنى إليه وقبله على وجنته قبلة سريعة وقال وهو يستعد للخروج:
-عموما أنا أعتذر ياصديقي إن كنت قد أغضبتك بصراحتي..لكن ..طالما أنك قد غطست في المستنقع ، فكان ينبغبي عليك أن تجيد العوم؟
خرج عادل بينما وضع كمال يده على وجنته مكان القبلة فبدى كطفل توحدي،
فتذكر عبارة قالها له أحد رجال الشرطة وكان بلدياته "من بلده" :"أنت إنسان عقلك لايساعدك أبدا أيها القريب؟"
* * * * * * * * * * * *
تأكد من مايقولونه له عندما وجد نفسه يقفز نهارا إلى ساحة المدرسة الخلفية ليقطف بعض ثمار التوت من الشجرة الوحيدة المثمرة الموجودة في الساحة الخلفية ،أثناء عودته خيل إليه بأن أحد ما كان يراقبه من وراء السور ،قد يكون رجل أو أمراة ،لكنه عاد دون أن يهتم لذلك ،عاد إلى غرفته..غسل ثمار التوت ..وضعها في طبق ووضع الطبق أمامه على الطاولة ،وقبل أن يبدأ بتناول فاكهة التوت إقتحمت الشرطة غرفته من جديد وقامت بتقييده وأخذه إلى المركز.
(يتبع....)
تيسيرالمغاصبه
٢-٦-٢٠٢٢
فهدالصحراء الجرئ وشخص آخر
٥ تعليقات
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...