شارع لا يرحم
لأنها يتيمة الوالدين طردها من البيت الذي ترعرعت فيه،اخذ ميراثها ورماها بكل قسوة دون أن يعطيها حقيبة ملابسها او مبلغ مالي تعين به نفسها، لم يفكر أين ستذهب وماذا ستفعل بها الأيام ، وتلك الفتاة زوجة أبيها لم تتحمل مصاريفها فقامت برميها إلى شارع لا يرحم لكي تأتي بمصروفها وتعيل اخوتها الصغار فلم تجد باب رزق سوى كلاب السكك تتاجر بالشيء الغالي لديها و تاتيهم بدراهم تسد رمقهم حتى يصبحوا كبارا حينها ينظروا إليها نظرة اشمئزاز ونفور لأن كل واحد منهم أصبح قادر على اعالة نفسه وهي التي ضيعت عمرها لأجلهم كان ذاك جزاؤها، أما تلك الفتاة زوج امها قام باغتصابها والام لم تقل أي شيء فهربت من ذئب البيت لتلتقي بآلاف الذئاب، وهذه الفتاة أخوها سمع كلام زوجته فقام بطردها ليرضيها على حساب عرض وشرف أخته، وتلك زوجة زوجها سكير يأتيها كل ليلة ليقوم بإهانتها ويرميها بين أيدي أصدقاء السوء لأنه يعلم علم اليقين انه لا يوجد من يوقفه عند حده رغم أنها قالت للكل والكل صم بكم يقولون لا يعنينا الأمر هي سبب كل ما فيه وكأننا في عصر العبيد والإماء ... إلخ من قصص لا تحصى كل منهن لم تجد لها بيت تسكن فيه ولا مأوى والأدهى والأمر أن الأقارب والخلان إنسحبوا تاركين عرضهم في الوحل فالكل يرى أنهن هم المخطآت رغم أنهم هم المخطؤون يرون الخطأ ويتغاضون عنه، لا أحد يهتم لأحد .
رويت لحضراتكم بعض من قصص فتايات البغاء لم يكن كذلك فقد كن مثل اي فتاة تحلم بفتى الأحلام الذي يأخذها بحصانه الأبيض لتعش في بيته ملكة معززة مكرمة، لكن الأقدار غيرت من حلمهن فأصبح كابوس يعشنه ليل نهار.
تقولون كن يستطعن أن يطرقوا باب الحلال لم لهن والحرام أقول لكم سادتي الأكارم : كل منهن لها ظرف خاص لا يعلم به سوى خالقهن فلا تحكموا عليهن قبل رؤية الحقيقة بأعينكم لا بآذانكم، اتركوكم من القيل والقال.
بعض كلامكم صحيح، فلا ريب أنهن طرقن باب الرزق ووجدنه مغلق او اغلقه من يريدهن كذلك ، العلم لله، فقد أصبحت تجارة رابحة للبعض من القلوب الميتة الطامعة في استغلالهن أحسن استغلال، ولأننا في مجتمع لا يرحم يحط اللوم على المرأة قبل أن يعرف كيف كانت وماذا أصبحت ومن السبب الذي تركها هكذا نبقي السؤال: لما الكل يعرف الحقيقة ولا أحد يتحرك؟!!!.
أيها الرجل، لنضعك موضعها ونتركك في الشارع بدون نقود ولا مكان تأوي إليه، ما ردك في هذا كيف تعيش وأنت محاط بالسكارى شاربي الخمر والمخذرات وكل أصناف حبوب الهلوسة ؟.
أرى أنك صمت لأن الجمرة أمسكتها بيدك وتذوقت حرقتها وألمها، معادلة صعبة صح.
رغم أنك رجل لكنك لا تستطيع العيش في الشارع مع كل هؤلاء الحثالى فكيف بها وهي بنت أصيلة تربت على يدي والديها وتنعمت في خيرهم ثم بين ليلة وضحاها تجد نفسها بين ذئاب لم يتعلموا كلمة الأخلاق ولا يدرون من هم أصلا فعمرهم كله ضاع ما بين كأس خمر وحبات مهلوسة ولا ينتمون إلى دين او ملة وهم في حالة السكر والعربدة أقصى درجات أمانيهم أن تقع بين أيديهم فتاة لا حول ولا قوة لها لكي يشبعوا غرائزهم ويرموها لبعضهم .
ماذا جرى لك أرى أنه ربط لسانك واغرورقت عيناك بالدموع، تخيل أنها أختك أو واحدة من عائلتك أي شرف وعز تحسه وهي مرمية بين أحضان ذئاب وضباع ينهشون جسدها والكل صامت وأنت أولهم، تحس أنك مقيد؟!!! .
نعيش في غابة يملكها مغتصبون لا رحمة لهم ولا شفقة ، تقولون أن بلدنا أصبح حر مستقل ولم يعد هناك استعمار متعصب مغتصب وقد دافع عنه رجال آمنوا أن النصر قادم بإذن الله واجتهدوا واستشهدوا ونلنا الحرية يرحمهم الله كانوا اسودا، كل هذه التضحية ليعيش أبنائهم في حرية وبناتهم في طهر وعفاف، والآن ماذا؟.
الأسود ولدوا أشبال صحيح ليكملوا مسيرتهم في تحقيق العدل، أين هم؟!!!.
الصمت ساد حروفي لكم حق الرد ومعرفة الخلل وتوضيح سؤال طالما سألته لنفسي: هل هناك من يستطيع أن يوصل صوت الحق للأذان الصماء وينفض الغبار عن هذه الفئة ليجد حلا لهن؟!!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق