في ضيافة الأوهام
...قرر المبيت خارج أوهامه؛فاكتشف واقعا قاتما، وقوافل الشؤم تقودها انتكاسة تلو انتكاسة...فتح جميع أزرار الوجوه الهائمة في صمتها،فكانت مريعة ومرعبة،فأغلق حواسه ،عائدا إلى أوهامه؛ وفيها امتهن جميع أمنياته، وساق أحلامه إلى بر الأمان ،لترتوي من مشاهد الحبور المنفية...هناك أطلق اسما جديدا لغده، وقد رحبت به طيور المغرب والمشرق...
مع مرور الوقت كان الحنين لاستقبال واقعه قويا،فاستفسر عن حاله،فقالوا:
-كله عظام، والشمس باعت نورها للظلام مجانا،والناس يلحنون أحزانهم الدائمة خلف غرف الشكوى والآهات،وقد ازدهر شعر القبور،وعزاء الورود.
...سطر لنفسه هدافا،وهو الاستقرار في أوهامه، ريثما يصحو الجو،وتعود الحياة إلى المصباح، فيضيء الوجوه الكئيبة بألوان الربيع ؛وهو صادق في قلمه،الذي أصبح جسره الوحيد بينه وبين ذلك الواقع المفزع... (قصة قصيرة جدا ) مصطفى ولديوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق