الحياء والأدب
•••••••••••••
جآذبية الصبى وقاره الذى ينحصر بين الأدب والحياء فيما يقوله له والده فينسط إليه الصبى بخجل وإحترام لأبيه عما يحدثه فى الأمور الهامة التى تصنع منه رجلا فطن فى الحديث وجمال فى الرأى وإحترام أدب الجلوس فى المجالس التى تقام وسط جموع الفقهاء من عامة الناس فقد تعلم الصبى من والده أدب التعامل مع الآخرين بفن رفيع وبحرص شديد وعدم تجاوز حق الرد فى الحديث فيما يطرح ويقال ويناقش أثناء طاولة الحوار فقد يتطلب على الصبي أن يسمع فقط ما يذكر أو يقال شئ يدور فى ذاكرة الصبى ولكن بصمت أدبى فما على الصبي لم يتحدث ويقاطع تلك الجلسة على أن عادا برفقة أبيه إلى البيت فقال له والده لقد رأيت من بين عينيك كلمات وكأنك تريد تصحيح شئ ذكر فى هذا المجلس قال الصبى نعم يا والدى ولكنى لم أتمتم بكلمة واحدة حفاظا على هيبتك بين مجالس الفقهاء حتى لا يتهمنى البعض بشئ مخالف لتلك العادات التى بيننا
الرجل الصالح والده تحدث أيها الصبى فلا حرج عليك نحن فى الخلاء الصبى أعلم يا والدى ولكن فى حدود المسموح به فقد تعلمت منك أن لا أتسرع في حق الرد على الأخرين وعندما أتحدث يجب أن أتحدث برفق ولين ولا أخدش الحياء لأحد
الرجل الصالح نعم يا بنى أتفق معك ولكن ما الأمر إذن الصبى يجيب لقد ذكر الشيخ فى مجلسنا حديث وأخطأ فيه فالا يجوز قطعا أن أتسبب فى جرح عميق له بين المجلس وأصحح له حديثه الذى ذكر فأنا تعلمت فقه الحديث فى المراجع الدينية التى توجد فى كتبك يا أبى فحين تخلد إلى نومك أتصفح هذه المراجع الدينية كى ينمو بها عقلى فما على أبيه أن قال للصبى الحمد لله الذى رزقنى بك صبى فطن تعلم أسس الفقه منذ سن مبكرة وما زال عقلك يستوعب الكثير والكثير فأسخبرك عندما نعود للبيت بصحة الحديث لكن يا أبى أريد منك أن تلتقى الشيخ الجليل وأن لا تسبب له فى حرج عندما تجعله يرجع إلي المراجع الدينية ليكتشف تلك الخطأ بنفسه وأن يصححه لتلك الجموع التى تنتظر حديثه كل يوم فما على الرجل الصالح إلا أن يفتح كتاب للشيخ الجليل ويقول له أريد منك أن تقرأ لي هذا الفصل من هذه السيرة فما علي الشيخ الجليل إلا أن وقع نظره على هذا الخطأ فأدرك أنه قد أخطأ فى اللقاء السابق فيما ذكره للناس فأندهش الشيخ الجليل من حديث الرجل الصالح فقال له بالله عليك ما الذى حملك على هذا فصمت الرجل الصالح ولكن الشيخ الجليل يريد أن يطلع على الحقيقة فقال له الرجل الصالح تعاهدنى أن لا تغضب عندما تعرف الحقيقة فقال له أعاهدك فأشار إلى الصبى كى يتحدث فتبسم الشيخ الجليل عندما قصي عليه الحكاية وإقترب منه ومسح فوق رأسه برفق وقال مقولته الأدب والحياء لا يصدر إلا من صلب رجل صالح لقد ذكرتنى بالإمام الحسن والحسين رضوان الله عليهم عندما شاهدو رجل يتؤضا ولم يحسن الوضوء فقالوا له نريدك أن تحكم بيننا فى كيفية الوضوء فتؤضأ الحسن فأحسن الوضوء وتؤضأ الحسين فأحسن الوضوء فأدرك الرجل أنه الذي لا يحسن الوضوء
هكذا تعاليمنا الأسلامية تحضنا أن لا نجرح شعور الأخرين ؟
بقلم / الأديب والكاتب الصحفي
أحمد محمد عبد الوهاب
مصر/ المنيا / مغاغه
بتاريخ ٢٦ مايو ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق