حلق العصفور في الفضاء شاديا مغردا ؛ فرحا بقلبه المسرور حتى الثمالة ؛ يتنقل بين الخمائل مرددا ما جاد به الربيع عليه من سحر و بهاء .
أخذ يجوب السهول و هو يغرد على مسمع من الورود النظرة و الأعشاب الغضة و الأوراق الرطبة و الرياحين العطرة .. التي ما انفكت ترنو إليه و ترمقه بنظرة الإعجاب و كأنها تبلغه تحاياها و تقاسمه غبطته بربيعه الفتان .
في كل تغريدة كان ينشدها تخفق القلوب و تبادله المودة فرحة به و في نفس الوقت مشفقة عليه لتأخره على ركب الحمائم الذي ابتعد كثيرا عنه و تركه يغرد بمفرده تغريدة الطائر المأسور الذي يردد على مسمع الربيع أحلى الأناشيد ؛ أناشيد الجمال التي تلامس روح الوجود و بها يتسلى كل مقهور .
ها أنني أحاكي أصوات الطيور ؛ أخال نفسي أغرد مثلها بينما أنا أتأوه من الحرمان بالتمتع بسحر ربيعي و بجمال طبيعته الحلوة الفتانة محسور في قفص المدينة و مرغم عليها .
متى يا طير ألتحق بك و أشدو مثلك و أغرد و يسر قلبي فأقبل أزاهير الربيع و أغني أغنية الصباح فأبادله الضحكات و أترك دموعي و أحزاني على أوراق الزمن .
أنا طير أأبى القيود و الأسر ؛ أعشق شدو الحياة التي تروي القلوب من نبع جمال الوجود .. فما أوده آت لا محالة و سأستقبل الحياة من جديد كما لم أستقبلها من قبل ...
منير بلحاج بلقاسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق