تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس
نص الشاعر يوسف بلعابي في قصيدته "تراجعي" ينبض بعاطفة جياشة، تنضح بالألم والاستفهام والرجاء. يوظف الشاعر بنية تكرارية قائمة على الاستدعاء الزمني: "أتذكرين... يوم... ويوم..."، وهي تقنية لغوية تخلق إيقاعًا داخليًا يعكس التوتر والانفعال، كما تُظهر عمق التعلق بالماضي المشترك.
في هذا البوح الحميم، يواجه الشاعر أنثاه بتساؤلات مؤلمة، مزيج من العتاب والدهشة والانكسار، يحاول استعادة لحظات الحُبّ الماضية كدليل على قدسية العلاقة، ويُدين القرار المفاجئ بالرحيل. الفكرة التي تترسخ تدريجيًا هي أن الانفصال ليس فقط تمزيقًا لعلاقة، بل هدمٌ لما بناه الجميع وشهدوا عليه، ما يحمّله بُعدًا اجتماعيًا وجماليًا أكبر.
ينهي الشاعر نصه بنداء صادق يعيد المسؤولية إلى الحبيبة: القرار قراركِ، لكنه يذكّرها بأن كل اختيار يحمل تبعات، وأن ما بين رجل وامرأة ليس مجرد حب عابر، بل تَحَمُّل مشترك للأثر والتاريخ والمصير.
يوسف بلعابي يكتب بنبرة صادقة وبأسلوب مباشر، يخلو من الزخرفة، لكنه محمل بعاطفة خامّة تلامس جوهر العلاقات الإنسانية حين تقف على مفترق الذاكرة والخذلان.
مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي
*******
*تراجعي..*
أتذكرين..
يوم إلتقينا
ويوم تعارفنا
ويوم تحادثنا
ويوم إتفقنا
ويوم تعاهدنا
أم نسيت
أم تجاهلت لا مبالاة ؟!
أليس عار علينا
لما يتحدتون الرائعون
الذين شاهدوا قصدة حبنا
من أولها إلى اخرها
وعلموا بكل تفاصيلها
وحكوا عنها
في ساحات الحب
وسهرات العاشقين
وفي كل بيت
وفي كل ركن
وفي كل جناح
واليوم تقولي
انتهت قصتنا
وحانت لخظة الوداع
أم أنك لا تبالي
بما قيل وما سيقال
تراجعي وأعيد ترتيب قراراتك
لا تظلمي نفسك وتظلميني معك
فهذا يعود بالضرر عليك أولا
لأنك إمرأة وأنا رجل
أنا نبأتك بكل شيء
ولك القرار
ولك الخيار
بقلمي يوسف بلعابي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق