((رجال حول الرسول))
+++صهيب بن سنان+++
(ربح البيع أبا يحيى)
((الحلقة الاولى ))
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
*ولد هذا النور في احضان النعيم ٠٠وكان أبوه حاكم (الأيلة) واليا عليها لكسرى٠٠ وكان من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الاسلام بعهد طويل وفي قصره القائم على شاطيء الفرات مما يلي الجزيرة والموصل عاش الطفل ناعما سعيدا وذات يوم تعرضت البلاد لهجوم الروم٠٠٠واسر المغيرون أعدادا كثيرة وسبوا ذلك الغلام((صهيب بن سنان)) ويقتنصه تجار الرقيق وينتهي تطوافه الطويل إلى مكة حيث بيع لعبد الله بن جدعان بعد أن قضى طفولته كلها وصدر شبابه في بلاد الروم ثم أخذ لسانهم ولهجتهم وتكنى(( بصهيب الرومي)) ويعجب سيده بذكائه ونشاطه وإخلاصه فيعتقه ويحرره وتتهيأ له فرصة الاتجار معه٠٠ وذات يوم٠٠ولندع صديقه عمار بن ياسر يحدثنا عن ذلك اليوم :((لقيت صهيب بن سنان على باب الارقم بن ابي الأرقم ورسول الله صل الله عليه وآله وسلم فيها ٠٠٠فقلت له ماتريد ؟فأجابني وماذا تريد انت ؟ ٠٠قلت له: اريد أن أدخل على محمد فأسمع مايقول٠٠فقال : وانا ايضا اريد ذلك٠٠٠ فدخلنا على رسول الله صل الله عليه وآله وسلم فعرض علينا الاسلام فاسلمنا٠٠ ثم مكثنا على ذلك حتى امسينا٠٠٠٠ثم خرجنا ونحن مستخفيان)). عرف صهيب إذن دار الارقم ٠٠ عرف طريقه الى الهدى والنور وايضا إلى التضحية الشاقة والفداء العظيم ٠٠اخذ صهيب مكانه في قافلة المؤمنين ٠٠ وأخذ مكانا فسيحا وعاليا بين صفوف المضطهدين والمعذبين ٠٠ وأنه ليتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤلياته كمسلم بايع الرسول وسار تحت راية الإسلام فيقول : ((لم يشهد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم مشهد إلا كنت حاضرا معه٠٠ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها٠٠ ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها ٠٠٠ ولا غزا غراة قط اول الزمان وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما جعلت رسول الله صل الله عليه وآله وسلم بيني وبين العدو ابدا حتى لقي ربه))فعندما هم الرسول بالهجرة علم صهيب بها وكان المفروض أن يكون ثالث ثلاثة هم الرسول وأبو بكر وصهيب ٠٠٠ بيد أن القريشين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول ٠٠٠ ووقع صهيب في فخاخهم وساوموه وقالوا له بالأمس القريب كنت قد اتيتنا صعلوكا فقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت بيننا مابلغت والان تنطلق بنفسك و بمالك ٠٠؟! فدلهم على المكان الذي فيه ماله على أن يتركوه وشانه٠٠ هذا موقف يضفي لصهيب من العظمة يستحقها كرجل صادق وأمين ٠٠٠!! وتستانف صهيب هجرته وحيدا سعيدا حتى أدرك الرسول صل الله عليه وآله وسلم في (قباء ) وكان الرسول جالس مع أصحابه وحين أهل عليهم صهيب ولم يكد الرسول يراه حتى ناداه متهللا: ((ربح البيع أبا يحيى. ٠٠٠ربح البيع أبا يحيى)) وحينئذ نزلت الآية الكريمة ٠٠٠٠(ومنهم من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد))٠٠٠٠٠٠لقد اشترى صهيب نفسه المؤمنة بكل ثروته التي أمضى في جمعها كل شبابه ولم يحس قط أنه المغيون٠ وكان الرسول يحبه حبا كثيرا وكان صهيب إلى جانب ورعه وتقواه خفيف الروح حاضر النكته٠٠رآه النبي يوما ياكل رطبا وكان بإحدى عينيه رمد ٠٠ فقال له الرسول يوما أتأكل وفي عينيك رمد فأجاب قائلا: وما الباس٠٠؟ اني اكل بعيني الأخرى ))
كان معطاء٠٠ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله ٠٠ويطعم الطعام ولقد اثر سخائه عمر بن الخطاب فقال له(( اراك تطعم كثيرا حتى انك لتسرف٠٠؟ فأجابه ( صهيب) لقد سمعت رسول الله صل الله عليه وآله وسلم يقول (( خياركم من اطعم الطعام))
سلام الله لك منا ايها البطل من أعظم مدرسة التي خرجت تلامذة الذين تتبعوا النور الذي جاء إليهم من الله تعالى٠٠وغيروا مجرى التاريخ بزهدهم وأخلاقهم التي اورثوها من عميد الرساله الإلهية صل الله عليه وآله وصحبه وسلم وكانوا المثل الأعلى الذي يقتدى به على مر الأيام والشهور. والسنين إلى يومنا هذا ٠
اعداد السيد جعفر طاهر العميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق