((رجال حول الرسول))
*بلال بن رباح مؤذن الرسول*
( الحلقة الاولى )
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
* بلال بن رباح هذا الرجل الشديد السمرة ؛ النحيل؛ المفرط الطول؛ الكث الشعر الخفيف العارضين كما وصفه الرواة لم يكن يسمع كلمات المدح عندما يقولون (أبي بكر سيدنا ؛ واعتق سيدنا )يعني (بلال) ويسمع كلام المدح والثناء التي توجه إليه وتغدق عليه؛ إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: ((إنما أنا حبشي٠٠كنت بالأمس عبدا))
فمن هذا الذي كان بالأمس عبدا ٠٠؟
أنه بلال بن رباح مؤذن الرسول والاسلام ومزعج الاصنام٠٠انه إحدى معجزات الإيمان والصدق ٠ واحدى معجزات الاسلام العظيم٠٠٠اي أن هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون يعرفون بلالا؛ وحفظوا اسمه وعرفوا دوره وانك لتسأل الطفل في مصر أو باكستان أو الملايو أو الصين وكل قارات العالم إلا وتعرف هذا الطود الشامخ الساخر من الاهوال والعذاب٠٠ وحينما تبصر هذا الخلود الذي منحه الاسلام بلالا فاعلم لم يكن قبل الاسلام سوى عبد رقيق يرعى ابل سيده على حفنات من تمر ولولا الاسلام لظل تائها في الزحام٠٠٠انه عبد حبشي من أمة السود٠٠جعلته مقاديره عبدا لأناس من بني جمح بمكة حيث كانت أمه إحدى من امائهم وجواريهم٠٠ ولقد بدأت أنباء ((محمد)) تنادي سمعه حين أخذ الناس في مكة يتناقلوها وماكان يصغي إلى احاديث سيده (أمية بن خلف) أحد شيوخ بني جمح التي كان بلال أحد عبيدها وكان يسمع قريش اقولها في حق محمد ماكان كاذبا ولا ساحرا ولا مجنونا وأنه الصادق الامين ويقرا السلام على كل الناس٠٠وذات يوم يبصر بلال بن رباح نور الله ويسمع من اعماق روحه الخيرة رنينه فيذهب إلى رسول الله ( ص) ويسلم ولا يلبث خبر إسلامه أن يذيع وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح وتجثم شياطين الأرض فوق صدر (أمية بن خلف) الذي رأى في اسلام عبد من عبيده لطمة حالتهم جميعا بالخزي والعار ٠٠٠اما بلال فقد كان له موقف ليس شرفا للإسلام وحده وان كان الإسلام أحق به ولكنه شرف للإنسانية جميعا ٠٠٠ لقد صمد لأقسى الوان التعذيب صمود الأبرار العظام٠٠ لقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام والاسلام من هذا العبد الحبشي المستضعف أستاذا للبشرية كلها في احترام الضمير والدفاع عن حريته وسبادته ٠ وكان يخرجونه في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان ثم يأتون بالاحجار المستعرة كالحميم ويلقون به على جسده وصدره٠٠وكل يوم يتكررهذا المشهد وكان بلال يجلدهم بصوته الخالد والمدوي بكلمة التوحيد( أحد ٠٠احد ) فيقول له جلادوه اذكر( هبل)فيقول بجنان ثابت كالطود الشامخ (( أن لساني لايحسنه)) وإذا جن عليهم الليل كانوا يساومونه: قل غدا امام القوم كلمات خير في الهتنا فقد تعبنا من تعذيبك يا بلال فيهز رأسه ويقول (أحد ٠٠احد) ويلكزه ( اميه بن خلف) وينفجر غيظا ويصبح((اي شؤم رمانا بك ياعبد السوء ؟ وآلات والعزى وحق هبل الأعلى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلا٠٠٠ ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس: ((أحد ٠٠٠احد))
الى اللقاء في الحلقة القادمة
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق