سلسلة مقالات :
( دفاع عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
ضد شبهات وطعنات غلاة المذاهب الفكرية الإسلامية )
" وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ "
.
المقالة السادسة : الشبهتان : الرابعة عشرة والخامسة عشرة وطعنات الغلاة ضد الرسول الكريم محمد!!
( 14- تكذيب الغلاة الرسول المصطفي r في أحاديثه التى تؤكد على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره والإيمان بخلق الإنسان لأفعاله خيرها وشرها !!
( 15- تكذيب الرسول المصطفي ًr في أحاديثه التى تؤكد على رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين ، وأن المراد برؤية الله تعالى في الآخرة رؤية
( العقل الفعّال ) أول مبدع أبدعه الله تعالى !! ، والذي منه تفيض صور التكوين على الموجودات ، وهو المقصود بأول ما خلق الله تعالى وقال له أقبل - العقل –
---------------
دفاع 14-لا شك أن اعتقاد الغلاة بخلق الإنسان لأفعاله من دون الله تعالى خاصة أفعال الشر يشبه ما يعتقده المجوس المثبتين لإله الخير وآخر للشر ، وهذا ما يرفضه أهل الإسلام ؛ ذلك لأن الاعتقاد الصحيح في أفعال العباد والقضاء والقدر : أن هذه الأفعال لا خالق لها إلا الله تعالى خيرها وشرها ، وذلك مصداقا لقوله تعالى )والله خلقكم وما تعملون (( الصافات /96 ).
وأنه لا يجوز الاحتجاج بالقدر لتبرير معاصيالإنسان ؛ ذلك لأن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره ، ولا يحدث في كون الله شيء لا يريده الله تعالى ، وفي الوقت نفسه فإن كل إنسان يحاسب على ما اقترف من أفعال ، وأن الله تعالى ليس بظلام للعبيد ، وأن الله تعالى خلق خلقا للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ، وخلق خلقا للنار وبعمل أهل النار يعملون ، وأنه كل ميسر لما خلق له ، وذلك مصداقا لقوله تعالى ) وما تشاءون إلا أن يشاء الله (( الإنسان /30 ) ، وقوله تعالى )ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها (( السجدة / 13 ) ، وقوله تعالى )إنا كل شيء خلقناه بقدر (( القمر / 49 ) .
ومن ثم فإن التكذيب بالقضاء والقدر تكذيب لأحد أركان الإيمان مكذبه كافر خارج عمدا عن ملة الإسلام ، وصدق رسول الله r في الحديث الذي رواه الأئمة الثقات عن ابن عباس tقال : كنت خلف رسول الله r يوما . فقال : " يا غلام إنى أعلمك كلمات إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلمأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " .
.
دفاع 15-إن إنكار رؤية الله تعالى أيضآ مما اشتركت فيه كثير من الفرق الغلاة التى لم ترض برؤيته تعالى رافضين ومنكرين كل حديث صحيح يؤكد على إثبات رؤية الله تعالى للمؤمنين ، وحجب رؤيته عن الكافرين !! ، وذلك مصداقا لقوله تعالى ) وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ( (القيامة /22 ،23) ، وقوله تعالى ) كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ( (المطففين /15 ) ، وقوله تعالى )للذين أحسنوا الحسنى وزيادة (، فالحسنى هى الجنة ، والزيادة هى النظر إلى وجهه الكريم U فعلم من الدين بالضرورة أن حجب الكفار عن رؤية الله تعالى في حال السخـط دل على أن المؤمنين يرونه تعالى في حال الرضا ، وكثيرا ما كان يدعو المصطفي الكريم r في دعائه:
" اللهم إنى أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم " .
أما الاعتقاد بتأويل الرؤية إلى رؤية ( العقل الفعّال ) إيمانا بأن أول ما خلق الله هو العقل ثم قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ...) ، فليس له دليل صحيح ثابت اتفق عليه جمهور الأمة الإسلامية ؛ ذلك لأنه لا وجود لما يسمى( بالعقل الفعّال ) لدى أهل السنة والجماعة ، وإنما ذلك بتأثير فلاسفة اليونان على فكر الغلاة الذين ارتضوا بوثنيات الفكر اليوناني رافضين السـنة المحمدية الشريفة ، وقد أجمع العلماء على عدم صحة مقولة ( أول ما خلق الله العقل ) فليس له طريق يثبته ، بل هو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة ، وأن أول الأشياء التي خلقها الله تعالى الماء والعرش والقلم ومقادير الخلائق وخلق السماوات والأرض ، ثم خلق الكائنات التى أرادها الله تعالى بقوله كن فيكون
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أد/ خالد عباس القط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق