سلسلة مقالات :
( دفاع عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
ضد شبهات وطعنات غلاة المذاهب الفكرية الإسلامية )
" وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ "
.
المقالة التاسعة : أخطــر الشبهات !!! الشبهة الثامنة عشرة وطعنات الغلاة ضد الرسول الكريم محمد!!
اعتقاد الغلاة بإنكار الإجماع والقياس ، وأنهما ليسا بحجة في الشرع ، وأن خبر الآحاد في السنة النبوية ليس حجة !!
.
دفاع 18- هذة الشبهات المتداخلة عكست عدة أمور :
1- اتفاق الغلاة على إنكار الإجماع والقياس في الأحكام الشرعية ، وهذا يعنى إنكار وإبطال ما اتفق عليه جميع الصحابة من أحكام دانوا بها عن نبيهم وفي هذا قدح في نزاهة وأمانة الصحابة الكرام 0
2 - الاعتقاد بإنكار القياس يعنى غلق باب الاجتهاد الفكرى خاصة في الأمور المستحدثة ، وكيف رضوا بذلك وهم يقدسون العقل ويجعلوه حاكما على الشرع !!! حتى آمنوا بحسن العقل وقبحه قبل ورود الشرع الديني ، فرأوا أن ما يأتي به الشرع إما أن يحسنه أو يقبحه العقل من قبل فلا حاجة إذن به متفقين في ذلك الاعتقاد بما آمنت به " البراهمة والهندوس " الذين قصدوا إلى جحد النبوات ليسدوا طريق ما يصل من الإله عن طريق إقرار العقل وحسنه للأمور أو قبحه لها بما يجيء به الأنبياء .
فإن جاء الأنبياء بما يوافق العقل فالعقل يغني عنهم .
وإن جاء الأنبياء بما يخالف العقل لم يقبلوه ، حينئذ يصـدق فيهم قول الله تعالى أفرأيت من إتخذ الهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ( الجاثية 23 ) ، وقوله تعالى ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله (القصص/ 50).
ولا شك أن جميع قواعد الشرع تدل على أن: الحسن هو ما حسنه الشرع وجوزه وسوغه .
وأن القبيح هو ما قبحه الشرع وحرمه ، وليس ما قبحه العقل الضال أى أنه لاتعارض بين صحيح المنقول وصريح المعقول .
3- إنكار الغلاة لخبر الآحاد ورفضهم أن يكون حجة في الأحكام الشرعية .
نقول : إن هذا الإعتقاد خطر جسيم ؛ ذلك لأنه قدح في الصحابي الجليل الذي روى حديث الآحاد ، وإن هناك من الأدلة النقلية قرآنا وسنة ما تؤكد على صحة خبر الآحاد وإنه يفيد العلم والعمل شرط ثبوت صحته وقبوله . منها قوله تعالى وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنى لك من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين ( القصص/ 20 ، 21 ) ، فهذه الآية وغيرها إفادة صحيحة يقينية لخبر الواحد اليقين حيث استجاب( نبي موسى عليه السلام ) لنصيحة الناصح وهو فرد. ومن السنة النبوية : إرسال الرسول الكريم ( معاذ بن جبل ) وهو فرد واحد إلى اليمن ؛ ليعلّـم أهلها الإسلام .
وحادثة إخبار ( أبى طلحة ) لأنس بن مالك وبعض الصحابة بتحريم الخمر وهم يشربونه فكسروها.
وإرسال الرسول الكريم الرسل إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام .
ومن ناحية أخرى : فإن إنكار أحاديث الآحاد - خاصة في العقائد – يعنى أن معظم العقائد الدينية ستذهب سدى في مهب الريح ؛ ذلك لأن أغلبها ثبتت بطريق الآحاد ومنها : شفاعة الرسول الكريم في المحشر ولأهل الكبائر من أمته ، والقطع بالعشرة المبشرين بالجنة ، والإيمان بعذاب القبر ونعيمه ، وسؤال منكر ونكير ، والإيمان بالصراط والحوض الشريف ، ودخول السبعين ألفآ الجنة بغير حساب ، وما ورد في صفة القيامة والحشر والنشر ، والإيمان بالقلم وكتابته لكل شيء ، وعدم خلود أهل الكبائر في النار ، وتحريم الأرض التى تأكل أجساد الأنبياء ، وأشراط الساعة وعروج الرسول الكريم إلى السماوات العلا ....وغير ذلك من العقائد التي قد ثبتت عن طريق الآحاد ، فإنكارها إنكار لهذه العقائد الدينية .
ومن ناحية ثالثة : فإن الذين نقلوا وروا أحاديث العقائد هم صحابة الرسول الكريم ، وقد عرفوا بعدالتهم وصدقهم وأمانتهم ونقلهم عن رسول الله أمور الدين مثل الصلاة والوضوء وأوقات الصلاة وأعدادها والآذان والجمعة والتشهد ...وغير ذلك ، فإن جاز عليهم الخطأ والكذب فلا وثوق لنا بشىء نقل عن النبى المصطفي ، وهذا إنسلاخ من الدين .
.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أد/ خالد عباس القط

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق