حكايةُ الطلاب الثلاثة وأمّهم
الأم
"ما أروعَكُم يا أولادي
يا فخرًا يُسعدُ أجدادي
يا ذخرًا لي ولأحفادي
اليومَ ستزهو أمجادي"
1
"أمّاهُ سنرفعُ هامتّكِ
وسنُعلي أيضًا قامتَكِ
اليومَ سنَجْزي همّتَكِ
بنجاحٍ يُنصفُ حكمَتَكِ"
2
"لوْ كانَ أبونا يسمَعُنا
لأحسَّ بفخرٍ يجمعُنا"
كمْ كان أبونا يدفعُنا
لدراسةِ علمٍ ينفعُنا"
3
"من أجلِ الأرضِ هوَ اسْتشْهدْ
ودِفاعًا عنها كي نسعدْ
وطنٌ عربيٌّ مهما امتدْ
لا يعْبُرُ غيرَ حدودِ النهدْ"
أم
"يا ربُّ ارْحَمْهُ برحْمَتِكَ
واغمرْهُ بوابلَ نعمتِكَ
يا ربُّ رزايا نِقمتِكَ
تَصفو بروائحِ نِسمتِكَ"
1
"أمّاهُ أبونا في القلبِ
ومعًا سنسيرُ على الدربِ
بالودِّ سنرقى والحبِّ
وبلا اسْتقواءٍ بالعُرْبِ"
الراوي
وبدونِ شكوكٍ أو وسواسْ
خرجَ الأولادُ بكلِّ حَماسْ
ساروا بشموخٍ بل إحساسْ
بنجاحٍ يبْهِرُ كلَّ الناسْ
في آخرِ يومٍ ذاكَ العامْ
كانوا فرحينَ بشكلٍ عامْ
معْ أنَّ المشهدَ ليسَ تمامْ
ببقايا أبنيةٍ وَرُكامْ
في المعهدِ كانوا منسجمين
معْ كلِّ الناسِ وَمُحترمينْ
في المعْملِ كانوا منتظِمينْ
ما كانوا يومًا متّهَمينْ
ساروا حتى وصلوا مسجِدْ
لا يبْعُدُ عن أرضِ المعهَدْ
وكأنّ الكلَّ على موعِدْ
معْ موتِ الوالدِ والمشهدْ
في نفسِ مكانِ الاستشهادْ
وزمانِ العودةِ للأولادْ
حامتْ في الجوِّ وكالمعتادْ
عينٌ تَتَوهَّجُ بالأحقادْ
ضربتْ صاروخًا أوْ أكْثرْ
حتى يَفْنى عدَدٌ أكبرْ
والقاتِلُ يضْحَكُ إذْ صَوَّرْ
وبِهدْمِ الْمَنزِلِ كمْ يفْخرْ
قالوا استهْدفْنا إرهابي
لمْ نقصدْ قتلَ الطلابِ
أوْ مَنْ جلسوا قربَ البابِ
أو من وقفوا مع أصحابِ
قتلٌ سجنٌ طردٌ نسفُ
تدميرٌ تجْويعٌ قصْفُ
والأمةُ مِنْ وهنٍ تغفو
إنْ يُقتلْ طفلٌ أوْ ألفُ
قد صارَ القتلُ لهمْ منهجْ
والأمةُ تعفو لا تحتّجْ
بل تُعطيهم دومًا مخرج
والحاكمُ عبدٌ لا يُحْرجْ
يا ربَّ الْعِزَّةِ أيْنَ الْعدْلْ
هلْ يُدْعَمُ سفّاحٌ مُحتلْ
سفاحٌ مجنونٌ مُخْتلْ
يهوى التدميرَ ويهوى الْقتلْ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق