ضاق الكون
في عيني
رغم أنه براح
وأتت بما لا تشتهي
السفن الرياح
فلما طال المخاض
ولد مشوها الصباح
وحملت السحب بالأمل
ولكن حملها
كان سفاح
فلما وضعت
أمطرت مطر السوء
وزمجرت الرياح
وغرق الكون
في ظلام دامس
وأضحى الكل يائس
أن تأتي يوما
الأفراح
بتنا نكتم أوجاعنا
ولكن فاقت كل حد
الجراح
دنست أراضينا
وأعراضنا تستباح
ما عاد عمر فينا
ولا صلاح
نادى بلال فينا
حي على الفلاح
ولكن يا قوم
من أين يأتي الفلاح
فنحن غثاء سيل
أضعف من أن
نحمل السلاح
تركنا حرب أعادينا
لنحارب الأشباح
سكتت شهرزاد رغما عنها
فما عاد الكلام مباح
هجرت الطيور أوكارها
والخيل السابحات
أصابهن الوهن والكساح
أدار الزمان وجهه
ورمانا بسهام الغدر
وانهالت علينا
من كل صوب الرماح
ويحك عنترة أقبل
يا حامي الحمى
حماك يستباح
عبلة سليبة
تئن تحت وطأة الأسر
و عبس سكنت ديارها
الأتراح
النخوة ماتت فينا
غزة لا تعنينا
الكل باعوها واستراحوا
ماتت ضمائرنا
والواقع فضاح
كل الحقائق تجلت
جلاءا لا يحتاج إيضاح
تملك الضعف منا
أصبحنا كطير ضعيف
تأخذنا أينما شاءت الرياح
نرضى بالقليل ونقنع
نرى أخانا قتيل
ولا نفجع
نثور لبعض الوقت
ثم نلين ونخضع
حتى صرنا مطمع
وقتلنا مباح
ليت شعري يسمع
من به صمم
فينهض من سباته
ما بقى من العمر
إلا القليل متاح
فإن ذهب سدى
لن يجدي حينئذ
العويل والنواح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق